كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

(مقامك كعبتى وحماك ركني ... ولي حج ببابك واعتمار)
(أَطُوف بِهِ وأرم كلّ يَوْم ... جمار الْهم إن رمى الْجمار)
(أَمِير الْمُؤمنِينَ اليك وافت ... تهادي والمديح لَهَا شنار)
(مودّعة وَمَا التوديع فِيهَا ... قلاء أوملال أَو نفار)
(برغم الْمجد أَن يرضى فِرَاق ... لحضرتك الْعلية أَو سفار)
(وَدون بعاد يَوْم مِنْك عِنْدِي ... يهون الصاب أكلاً والمرار)
(وَهَذَا ان تعذر مدكف ... لتوديعي وداع واختصار)
(وَدم للْملك مَا هبّت شمال ... وَمَا غنى على الْغُصْن الهزار)
أنظر مَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ هَذِه الْقطعَة من الانسجام والسهولة والسلامة من الحشو والتكلف مَعَ مَا فِي ضمن النثر من التَّوْجِيه بالعلوم فشرع بالتوجيه بِعلم اصْطِلَاح الحَدِيث ثمَّ النَّحْو ثمَّ الصّرْف ثمَّ الْمنطق ثمَّ الْمعَانِي وَالْبَيَان وَمَعَ هَذَا فسنه ذَا ذَاك خمس وَعشْرين سنة كَمَا يفِيدهُ قَوْله
(أبعد الْخمس وَالْعِشْرين يصبو ... لعمر أَبِيك هَذَا الاغترار)
والقطعة الأولى الْمُشْتَملَة على التواريخ هُوَ أَنْشَأَهَا أَيْضا قبل أَن يستكمل ثَلَاثِينَ من عمره وَله أشعار فِي آخر عمره أَعلَى من هَذِه الْقطعَة الْمَذْكُورَة سَابِقًا وَقد أنشدني من ذَلِك كثيراً وَمَا أحسن قَوْله فِي بعض قصائده
(وإذا رامت الذبابة للشم ... س غطاء مدت عَلَيْهَا جنَاحا)
وَاسْتمرّ على اتِّصَاله بالإمام المهدي ثمَّ بمولانا خَليفَة الْعَصْر حَتَّى توفاه الله تَعَالَى في يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع شهر جُمَادَى الأولى سنة 1213 ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَألف قبل تَحْرِير هَذِه التَّرْجَمَة بِنَحْوِ نصف سنة فرحمه

الصفحة 455