كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

من مَدِينَة صنعاء كَانَ صَاحب التَّرْجَمَة هُوَ القايم بِمذهب الزيدية أَيَّام ولَايَة الأتراك على صنعاء وَكَانُوا يَجْتَمعُونَ إليه إلى مَسْجِد دَاوُد أحد مَسَاجِد صنعاء وَيَأْخُذُونَ عَنهُ فقه الزيدية ويقصده أهل الْأَمْوَال مِنْهُم بالنذور الواسعة فَيصْرف ذَلِك فِي تلامذته وَبَالغ أُمَرَاء الأروام فِي اتِّصَاله بهم فَلم يفعل وَاتفقَ فِي أَيَّامه قَضِيَّة هي أن بعض أَوْلَاد الْأَشْرَاف من أهل صنعاء دخل يتَوَضَّأ فِي ذَلِك الْمَسْجِد فَلم يشْعر إِلَى بتركي قد دخل عَلَيْهِ وَأَرَادَ بِهِ الْفَاحِشَة فطعنه بسكين فَمَاتَ وَخرج من مطاهير المَاء الى الْمَسْجِد وَصَاحب التَّرْجَمَة يقرئ الطّلبَة فساره بِمَا وَيَقَع ثمَّ طلب الساني الذي يسنى من الْبِئْر إلى المطاهير وَأمره أَن يكثر المسنى إلى المطاهير وَأمر بتغليق أَبْوَاب المطاهير فانتصب المَاء حَتَّى مَلأ ساحات المطاهير ثمَّ أَمر بتقطيع التركي قطعاً صغَارًا وأخرج إِلَى مَحل بعيد وَمِمَّا يحْكى عَنهُ أَنه بلغه أَن رجلاً من أهل صنعاء لَهُ ولدان أمردان جميلان وَأَن لَهما دكانين يقعدان فيهمَا ويصل اليهما أهل الْفساد من الاتراك فَيَقَع المعاصي والمغاني وَنَحْوهَا هُنَالك فَقَالَ صَاحب التَّرْجَمَة لرجل من أهل الصلاح هَل يمكنك أَن تَدعِي أَن الدكانين لَك وَأحكم لَك بذلك فَقَالَ لَيْسَ لي فيهمَا ملك فَقَالَ قد علمت ذَلِك وَلَكِن هَذَا مِمَّا يسوغه الشَّرْع فَفعل الرجل ذَلِك وَحكم لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة وَكَانَ لَهُ من إنكار الْمُنْكَرَات قضايا مستحسنة وَله تلامذة نبلاء مِنْهُم القاضي يُوسُف الحماطي وَكَانَ اعْتِمَاد أهل صنعاء فى الْفَتَاوَى عَلَيْهِ وَلَهُم فِيهِ اعْتِقَاد عَظِيم وَلَعَلَّ مَوته فِي حُدُود الْألف الْألف من سنى الْهِجْرَة

الصفحة 474