كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

والملتقى لَهُ مكاشفات ودعوات مستجابات وَلما اجْتمع مَعَ الْعَلَاء البخاري الآتي ذكره إِن شَاءَ الله وَذَلِكَ في ضِيَافَة عِنْد ابْن أَبى الْوَفَاء بَالغ الْعَلَاء فِي تَعْظِيمه بِحَيْثُ أَنه بعد الْفَرَاغ من الْأكل بَادر يصب المَاء على يَدَيْهِ ورام الشَّيْخ فعل ذَلِك مَعَه فَمَا مكنه وَصرح بِأَنَّهُ لم ير مثله واجتمعا اجتماعاً آخر عِنْد قدوم الْعَلَاء البخاري إِلَى الْقُدس فإنه اجْتمع بِهِ ثَلَاث مَرَّات الأولى جَاءَ إليه مُسلما وجلسا ساكتين فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ ابْن أَبى الْوَفَاء يَا سيدي هَذَا ابْن رسْلَان فَقَالَ اعرف ثمَّ قَرَأَ الْفَاتِحَة وتفارقا وَالثَّانيَِة أول يَوْم من رَمَضَان اجْتمعَا وَشرع الْعَلَاء يُقرر أَدِلَّة ثُبُوت رُؤْيَة هِلَال رَمَضَان بِشَاهِد وَيذكر الْخلاف في ذَلِك وَابْن رسْلَان لَا يزِيد على قَوْله نعم وانصرفا ثمَّ أن الْعَلَاء في اللَّيْلَة الْعَاشِرَة سَأَلَ ابْن أَبى الْوَفَاء في الْفطر مَعَ ابْن رسْلَان فَسَأَلَهُ فَامْتنعَ فَلم يزل يلح عَلَيْهِ حَتَّى أجَاب فَلَمَّا أفطر أحضر خَادِم الْعَلَاء الطشت والإبريق بَين يدي الْعَلَاء فَحمل الْعَلَاء الطشت بيدَيْهِ مَعًا وَوَضعه بَين يدي ابْن رسْلَان وَأخذ الإبريق من الْخَادِم وصب عَلَيْهِ حَتَّى غسل وَلم يحلف عَلَيْهِ حَتَّى وَلَا تشوش وَلَا توجه لفعل نَظِير مَا فعله الْعَلَاء مَعَه غير أَنه لما فرغ الْعَلَاء من الصب عَلَيْهِ دَعَا لَهُ بالمغفرة فشرع يُؤمن على دُعَائِهِ ويبكي وَله مصنفات مِنْهَا في التَّفْسِير قطع مُتَفَرِّقَة وَشَرحه لسنن أَبى دَاوُد وَهُوَ في أحد عشر مجلداً وَشرع في شرح البخاري وَوصل فِيهِ إِلَى آخر الْحَج في ثَلَاثَة مجلدات وَشرح جمع الْجَوَامِع في مُجَلد ومنهاج البيضاوي في مجلدين ومختصر ابْن الْحَاجِب وَله غير ذَلِك مِمَّا يكثر تعداده وَله نظم في أَنْوَاع من الْعلم كالمنظومة فى الثَّلَاث القرا آتٍ الزَّائِدَة على السَّبع وفي الثَّلَاث الزَّائِدَة

الصفحة 51