كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

النُّور الفاكهاني فِي كثير من دروسه الْفِقْهِيَّة والنحوية وَسمع بِالْقَاهِرَةِ على الخضيري والجوجري وَجَمَاعَة ودخلها مرَارًا وَله نظم مَقْبُول وَمِنْه هَذِه القصيدة الطنانة
(خُذ جَانب الْعليا ودع مَا ينزل ... فرضى الْبَريَّة غَايَة لَا تدْرك)
(وَاجعَل سَبِيل الذل عَنْك بمعزل ... فالعز أحسن مَا بِهِ يتَمَسَّك)
(وامنح مودتك الْكِرَام فَرُبمَا ... عز الْكَرِيم وَفَاتَ مَا يسْتَدرك)
(وَإِذا بَدَت لَك من عَدو فرْصَة ... فافتك فإن أَخا الْعلَا من يفتك)
(ودع الأماني للغبي فإنما ... عقب المنى للْحرّ دَاء منهك)
(من يقتضي سَببا بِدُونِ عَزِيمَة ... ضلت مذاهبه وَعز الْمدْرك)
(تعست مداراة الْعَدو فإنها ... دَاء تحول بِهِ الجسوم وتوعك)
(لَا يدْرك الغايات إِلَّا من لَهُ ... في كل حيّ من عداهُ منسك)
(ندب غريق لَا يرام مرحب ... ضرب جزيل في الورى محكك)
(ذُو هضبة لَا ترتقي وشكيمة ... عزت يدين لَهُ الألد الأمحك)
(لَا فائل عِنْد الحفيظة رَأْيه ... لَكِن بتجريب الزَّمَان محنك)
(واركب سَنَام العزفى طلب العلى ... حتام تسكن والنوى تتحرك)
(واستفرغ المجهود فى تَحْصِيل مَا ... فِيهِ النُّفُوس تكَاد حبا تهْلك)
(وَإِذا نبابك منزل فانبذ بِهِ ... ودع المطية تستقل وتبرك)
(وارغب بِنَفْسِك إِن ترى في ساحة ... يشقى بهَا الْحر الْكَرِيم المرمك)
(وارحل عَن الأوطان لَا مستعظماً ... خطراً وَلَو عز المدى والمسلك)
(فالحر يُنكر ضد مَا يعتاده ... ويميط ثوب الذل عَنهُ ويبتك)
(وَإِذا تغشاه الهوان ببلدة ... يَأْبَى الْأَذَى أَو سيم خسفاً يفتك)

الصفحة 55