كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

(50) أَحْمد بن لطف الباري بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر الْورْد
خطيب صنعاء وَابْن خطيبها ولد في شهر رَمَضَان سنة 1192 اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَة وَألف وولاه الْأَمَام الْمَنْصُور بِاللَّه علي بن الْعَبَّاس الخطابة مَكَان وَالِده الْعَلامَة التقى الْفَاضِل الْوَرع الزَّاهِد الْمسند وَكَانَ كل أحد من النَّاس لَا يظن أَنه يلْحق بِهِ فِي الخطابة أحد فَلَمَّا مَاتَ استشرف للخطابة جمَاعَة وَكَانَ سن صَاحب التَّرْجَمَة إِذْ ذَاك ثَمَان عشرَة سنة فَقَامَ بالخطابة قيَاما لَا يقوم بِهِ أحد وفَاق وَالِده عَن قرب وَهُوَ الْآن مُسْتَمر على ذَلِك وَله شغلة بِطَلَب الْعلم كَبِيرَة مَعَ ذهن وقاد وطبع منقاد وَفهم سليم وفكر مُسْتَقِيم وَقد صَار معدوداً من الْعلمَاء مَعَ حَدَاثَة سنه قَرَأَ عليّ في شرح الْجلَال الْمَعْرُوف بضوء النَّهَار وفي شرح جمع الْجَوَامِع للمحلي وَهُوَ الْآن مُسْتَمر على ذَلِك وعمره عِنْد تَحْرِير هَذِه الأحرف نَحْو الْعشْرين سنة وَمن أعلم مشايخه اللَّذين تخرج بهم وَالِده وَمِنْهُم السَّيِّد الْعَلامَة إبراهيم بن عبد الْقَادِر وَالسَّيِّد الْعَلامَة مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن يُوسُف وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من محَاسِن الزَّمن في غَالب أَوْصَافه بِحَيْثُ يقصر عَن حسن سمته ورصانة عقله وطهارة لِسَانه وعفته ونزاهته كثير من أهل الْأَسْنَان الْعَالِيَة ثمَّ انجمع وَاعْتَزل النَّاس أما زهدا أوفرارا من الْخطْبَة

الصفحة 86