كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

كثير الْبر والإحسان ملازماً للطاعات وَالْجَمَاعَات مُقبلا على أهل الْعلم وَالْفضل كثير السعي فِيمَا فِيهِ صَلَاح الْمُسلمين لَا رَغْبَة لَهُ في الشَّرّ وَلَا يجلبه إِلَى أحد وأحبه الْأَمَام المهدي محبَّة شَدِيدَة وَكَانَ يعول عَلَيْهِ فِي جَمِيع الْأُمُور وَلم يكن كثير المَال مَعَ كَونه قد ولي الوزارة زِيَادَة على خمس وَعشْرين سنة لِأَنَّهُ كَانَ لَا يَأْخُذ إلا على وَجه يَأْمَن من عاقبته وَلَو فعل كَمَا يفعل غَيره لترك من المَال مالم يسمع بِمثلِهِ في وزراء الْخُلَفَاء بِالْيمن وَمَات لَيْلَة الاثنين ثاني وَعشْرين ربيع الآخر سنة 1186 سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَألف
(53) أَحْمد بن عماد بن يُوسُف بن عبد النبيّ الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الأقفهسي ثمَّ القاهري
الشافعي وَيعرف بِابْن الْعِمَاد قَرَأَ على الأسنوي والبلقيني والباجي وآخرين وَمهر وَتقدم في الْفِقْه وَكتب على مهمات الأسنوي كتاباً سَمَّاهُ التعقبات على الْمُهِمَّات وَشرح الْمِنْهَاج عدَّة شُرُوح وَله مؤلف في أَحْكَام الْمَأْمُوم والإمام وآخر في موقف الْأَمَام وَالْمَأْمُوم وَله منظومات مِنْهَا منظومة فِيمَا يحل وَيحرم من الْحَيَوَان تزيد على أَربع مائَة بَيت والتبيان فِي آدَاب حَملَة الْقُرْآن تزيد على سِتّ مائَة بَيت وفي العقائد منظومة تزيد على خَمْسمِائَة بَيت وَله مصنفات غير ذَلِك قَالَ ابْن حجر في أنبائه أحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة في هَذَا الْعَصْر قَالَ وَكَانَ كثير الْفَوَائِد كثير الإطلاع والتصانيف دمث الْأَخْلَاق وفي لِسَانه بعض حبسة مَاتَ فِي شهر جماد سنة 808 ثَمَان وثمان مائَة وَكَانَ في تعقباته على الأسنوي يكثر من تخطئته وَرُبمَا أقذع في بعض ذَلِك وَنسبه إِلَى سوء

الصفحة 93