كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

ملبسه فَلَا يلبس في الصَّيف إلا الشامي الرفيع الْأَبْيَض وَلَا في الشتَاء إلا الملطي الصُّوف الْأَبْيَض وَلَا يرى عَلَيْهِ الافرجية بَيْضَاء ثمَّ إن سلاّر ألزمهُ بِلبْس خلعة الوزارة وَكَانَ شَدِيد البغض لَهُ فَلم يسْتَطع مُخَالفَته فلبسها فِي النّصْف من الْمحرم سنة 706 فَعمل بالوزارة ذَلِك الْيَوْم بالقلعة على الْعَادة إِلَى أَن انْصَرف إِلَى منزله وشيّعه النَّاس ثمَّ أَصْبحُوا إِلَى بَابه ليركبوا في خدمته فأقام حَتَّى تَعَالَى النَّهَار وَأرْسل يَقُول لَهُ مَعَ غُلَامه أَنه عزل نَفسه وَتوجه إِلَى زَاوِيَة الشَّيْخ نصر فَكتب نصر إِلَى بيبرس يشفع فِيهِ وَلم يزل حَتَّى أعفي عَن الوزارة وبقي على عَادَته وَالْأَمر كُله إِلَيْهِ في جَمِيع مَا يرجع إِلَى الدولة وَلم يكن السُّلْطَان يكْتب علامته على شئ حَتَّى يرى خطه فِيهِ كَذَا ترْجم لَهُ ابْن حجر في الدُّرَر وَلم يذكر وَفَاته
(55) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جاد الله مشحم الصعدي ثمَّ الصنّعاني
ولد سنة 1155 خمس وَخمسين ومائة وَألف وَنَشَأ بِصَنْعَاء وَقَرَأَ على شَيخنَا الْعَلامَة الْحسن بن إسماعيل المغربي في الْفِقْه وعَلى غَيره في الْعَرَبيَّة واشتغل بِالْحَدِيثِ وَكتب بِخَطِّهِ الْحُسَيْن كتباً وَلما مَاتَ وَالِده وَكَانَ قَاضِيا ولاه الْأَمَام المهدي الْعَبَّاس بن الْحُسَيْن الْقَضَاء بِصَنْعَاء من جملَة قضاتها وَجعل لَهُ مقرراً فباشر ذَلِك مُبَاشرَة حَسَنَة بعفة ونزاهة وديانة وَأَمَانَة وسكينة ووقار فَمَا زَالَت دَرَجَته ترْتَفع فِيهِ وَلما مَاتَ الْأَمَام المهدي وَقَامَ مقَامه مَوْلَانَا الْأَمَام الْمَنْصُور بِاللَّه خَليفَة الْعَصْر عظمه وركن عَلَيْهِ في أُمُور جليلة وَهُوَ الآن من أَعْيَان الْقُضَاة ونبلائهم وكل مَا تولاه وَحكم بِهِ انشرحت الخواطر وَطَابَتْ بِهِ النُّفُوس وَهُوَ مُسْتَمر على حَاله الْجَمِيل

الصفحة 95