كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

وَيُقَال انه استولى على المملكة بعده وَهَذِه من الغرائب وَمن شعره قَوْله فِي غُلَام لَهُ ضربه فَبكى
(ترَاءى كظبي نافر من حبائل ... يصول بِطرف فاتن مِنْهُ فاتر)
(وَقد ملئت عَيناهُ من سحب جفْنه ... كنرجس روض جاده وبل ماطر)
وَأَجَازَهُ وزيره أَحْمد بن مُحَمَّد الجوهري بقوله
(وظبي غرير بالدلال محجب ... يرى أَن فرض الْعين ستر المحاجر)
(رماني بِطرف أسبل الدمع دونه ... لكي لَا أرى عَيْنَيْهِ من غير سَاتِر)
وَمَات المترجم لَهُ فِي يَوْم السبت لثلاث بَقينَ من صفر سنة 1085 خمس وَثَمَانِينَ وَألف وَهُوَ امامى الْمَذْهَب غفر الله لَهُ
(59) أَحْمد بن مُحَمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرَّحِيم بن يُوسُف بن سمير بن حَازِم أَبُو حَازِم المصري
التيمي وَيعرف بِابْن الْبُرْهَان ولد فِيمَا بَين الْقَاهِرَة ومصر في ربيع الأول سنة 754 أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل بالفقه شافعيّاً وَسمع الحَدِيث وأحبه ثمَّ صحب بعض الظَّاهِرِيَّة فَجَذَبَهُ إِلَى النظر في كَلَام ابْن حزم فَأَحبهُ ثمَّ نظر في كَلَام ابْن تَيْمِية فغلب عَلَيْهِ بِحَيْثُ صَار لَا يعْتَقد أَن أحداً أعلم مِنْهُ وَكَانَت لَهُ نفس أبيَّة ومروءة وعصبية وَنظر في أَخْبَار النَّاس فطمحت نَفسه إِلَى الْمُشَاركَة في الْملك مَعَ أَنه لَيْسَ لَهُ فِيهِ قدم وَلَا لَهُ سلف في ذَلِك وَلَا مَعَه مَال فَلَمَّا غلب الظَّاهِر برقوق على

الصفحة 99