كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 1)

ونزيد عليه في عمل الموسوعة الحديثية كل ما نعثر عليه في مراجع الحديث وأصوله مما لم يصل إليه الإِمام السيوطي.
ومهما قيل من نقد للجامع الكبير، بأنه لم يسلم من الأحاديث الضعيفة والمتكلم فيها، فإن ذلك لا يقلل من أهميته، فهو عمل علمى جليل، قد أضاف إلى المكتبة الإِسلامية سفرا ضخما، وتراثا إسلاميًا أصيلًا، يجب الحفاظ عليه، والعمل على إحيائه، وتناوله بالبحث والتحقيق، والشرح والتعليق، على أن الإِمام السيوطي جزاه الله خيرا، لم يفته أن ينبه في جامعه الكبير إلى درجة كل حديث، وأن يعزوه إلى الأصل الذي نقله عنه، حتى ييسر على القارئ مهمة مراجعة الأحاديث في أصولها، وتتبعها في مصادرها، كما أنه - رضي الله عنه - لم يدَّع أن جامعه قد برئ من الأحاديث الضعيفة والموضوعة إذْ لم يفته أن ينبه عليها غالبًا في أمانة العالم الثبت المحقق، وهذا المنهج العلمى الدقيق الذي التزمه الإِمام السيوطي في جامعه الكبير يرفع من قدره، ويؤكد الثقة في أمانته العلمية، ويهدم كل نقد يوجه إليه.
والإمام السيوطي قد أشار في مقدمة جامعه الكبير إلى أنه قد عنى فيه بجمع كل ما استطاع جمعه من السنة مرتبة أبجديًا، ومرتبة مسانيد، وهذا العمل جهد مشكور، ومحاولة محمودة، في سبيل حصر السنة، والإحاطة بها على اختلاف مراتبها، وتباين أسانيدها، وإذا كان الفضل يذكر لأهله، فلقد كان لسلفى في الأمانة العامة لمجمع البحوث الإِسلامية فضيلة الدكتور عبد الحليم محمود فضل السبق في العمل الجاد على إخراج هذا الكنز الثمين، وإحياء ذلك التراث الخالد، الذي ظل خمسة قرون لم يكتب له النشر، وبقى محفوظًا في مخطوطات أثرية طوال هذه القرون.
وقد أولى فضيلة الدكتور عبد الحليم محمود هذا المشروع ما يستحقه من رعاية وبذل في سبيل إخراجه وتحقيقه جهدًا مشكورًا، فكون لذلك لجنة من العلماء المتخصصين، لمراجعة النسخ الخمسة المخطوطة المصورة من النسخ الأصلية للجامع الكبير، ومقابلة هذه المخطوطات بعضها على بعض، حتى يتسنى إعداد نسخة مضبوطة صحيحة، تصلح للنشر، وقد زود اللجنة بجميع المراجع والأصول من كتب السنة، بل

الصفحة 12