كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 1)

فيها، فاختار (السيوطي) في هذا القسم ترتيب الأحاديث بحسب الراوى الأعلى - الصحابي أو التابعي - إذا كان الحديث مرسلًا أو مقطوعًا، ورتب الصحابة والتابعين على النحو الآتى:
بدأ بالرجال من الصحابة وهم الأعم الأغلب فرتبهم على حروف المعجم بأسمائهم بعد أن بدأ بالعشرة المبشرين بالجنة، وختم قسم الرجال بالمبهمات، وهم الرواة الذين لم تذكر أسماؤهم ورتبهم على أسماء تلامذته، ثم رتب النساء الراويات على حروف المعجم بأسمائهن ثم كُنَاهُنَّ، ثم المبهمات كما فعل في قسم الرجال.
وثنى بعد ذلك بالتابعين الذين رووا أحاديث مرسلة، فرتبهم على حروف المعجم في أسمائهم وكناهم، وهؤلاء قلة، وطريقة (السيوطي) أن يذكر الصحابي، ثم يذكر تحته ما له من أحاديث رواها عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو قالها هوِ، ثم يذكر من أخرج الحديث، بما يُشْعِر بدرجة الحديث.
ووضع السيوطي لأسماء المصادر رموزًا كالتي وضعها في الجامع الصغير, لكنه خالف تلك الرموز أحيانًا، فرمز (ق) في الجمع الكبير يشير إلى البيهقي، بينما يشير في الجامع الصغير إلى المتفق عليه، وهو ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
وهناك عدد كبير من الرموز قد احتواها أحد الكتابين، ولا توجد في آخر، وأكثرها في الجامع الكبير.
ومن أهم مميزات هذا الكتاب أنه جمع عددًا وافرًا من الأحاديث التي يصعب الوصول إليها، مع قرب مأخذه وسهولة ترتيبه بما يناسب الباحث المعاصر، وهو نافع لجميع مستويات الدارسين من المشتغلين بعلوم الرواية وغيرهم.
وقد حظى الكتاب باهتمام عدد من العلماء وعنايتهم منذ عصر السيوطي حتى الآن فقد جمع المتقى الهندى (975 هـ - 1567 م) أحاديث الجامع الكبير مع أحاديث الجامع الصغير التي لم توجد في الجامع الكبير في كتابه كنز العمال

الصفحة 8