كتاب قادة فتح الأندلس (اسم الجزء: 1)

ونجمتان مع التاج، فيكون مجموع النجوم على الكتفين: اثنتي عشرة نجمة).
(ويومها قلتُ له: إنني أطيعك في تنفيذ أوامرك العسكرية، وأطيع الله في أوامره، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إنك تحمل على كتفيك اثنتي عشرة نجمة، فانظر إلى سماء الله لترى كم تحمل من نجوم).
(وبهت القائد، وردّد: السماء ... السماء ... ! نجوم السماء ... !
وأشاح قائد الكتيبة بوجهه عني، ومضى غضبان آسفاً وهو يقول: هذا الضابط لا يفيد ... لا يفيدنا أبدا).
(ويومئذ شعرتُ بأن موقفي ليس مصاولة بيني وبين القائد، ولكنها مبارزة بين إرادته بشراً وإرادة الله خالق البشر).
(وجلستُ وحيداً أتأمل ... وجلس الضباط جميعاً، ترتفع ضحكاتهم إلى عنان السماء).
(كان الاعتقاد السائد بين أكثر الضباط أن التدين تخلف وجمود وأن التقوى بلادة وتواكل، وصمَّمت أن أُثبت أن تلك المفاهيم خاطئة، وأن الضابط المتدين حَرِيٌّ بالتفوق، وأن الدين يستثير الهمم والعزائم، فعزمتُ ألا أرضى بالنجاح وحده، بل بالتفوق في النجاح، وكان سبيلي إلى ذلك العملُ الدائب وإتقانه، والحرص الشديد على أداء الواجب وإحسانه، واستيعاب العلوم العسكرية بدقائقها، والسهر على تدريب الجنود وحل مشاكلهم، حتى أصبح رعيلي نموذجياً، يقصده الزائرون من الوحدات الأخرى والأجانب، ويحوز قصب السبق تدريباً وتهذيباً وضبطاً على رعائل الكتيبة).
(كنت أحضر الثكنة قبل شروق الشمس، وكنت أغادرها الهزيع الأول من الليل، وكنت أقضي وقتي متعلماً ومعلماً ومتدرباً ومدرباً. وكان من الأمور الاعتيادية أن يصدح بوق النهوض وأنا في الثكنة، فيجدني جنودي منتصب

الصفحة 13