كتاب قادة فتح الأندلس (اسم الجزء: 1)

القامة في قاعة نومهم، فشاع بين الضباط أنني أصلّي الفجر في الثكنة، ولا أغادرها إلا بعد صلاة العشاء ... ).
(وبهذا الجهد الجهيد، استطعت تكذيب ما أُلصق بالمتدينين ظلماً وعدواناً، واستطعتُ الاستحواذ على ثقة قادتي وجنودي، وتسنُّم مناصب عسكرية لا يحلم بها زملائي في الرتبة والقدم) (1).
وللقارئ الكريم أن يتصور مدى جهد اللواء الخطاب ومدى معاناته، وكيف صبر وصابر؟ وكم تحمَّل وكابد؟ حتى وصل إلى أعلى رتبة عسكرية في الجيش العراقي وبشكل طبيعي، ودون ترقيات استثنائية.
أقول: إنه صبر ولاشك، ولكن الله أعانه، ولحكمة يعلمها. ولعل الحكمة الربانية في هذا التوفيق أن يفتح الله عليه كتابة هذه المؤلفات والبحوث العسكرية المتخصصة وغير المسبوقة، وخاصة ما يتعلق بإعادة صياغة التاريخ العسكري لأمتنا العربية الإسلامية بأسلوب فني وعلمي متخصص بدءاً من عهد الرسالة وانتهاء بعهد الفتوحات. جزاه الله عن الإسلام والمسلمين كل خير.
(5) وبهذا الجهد الجهيد -كما يقول الخطاب- ومع الاستقامة على أمر الله والاستعانة به سبحانه، فرض احترامه على رؤسائه، وارتقى في السلك العسكري ضابطاً محترماً، رتبة بعد رتبة حتى حصل على رتبة اللواء الركن واستمر في هذه الرتبة حتى اعتُقِل في العهد الشيوعي -عهد عبد الكريم قاسم -، وقد اعتُقِل ثمانية عشر شهراً من أواخر سنة 1959 م إلى منتصف عام 1961 م ثم أُفرج عنه، بعد أن ترك التعذيب أثره في جسده في (42) كسراً في عظامه (2). لم يحفظوا له سناً ولا رتبة ولا علماً ولا قدراً ((وما نقموا منهم إلا
_______
(1) من مقدمة الخطَّاب لمؤلفه (بين العقيدة والقيادة) 29 - 33.
(2) من السيرة الذاتية للواء الخطَّاب بخط يده ص 13.

الصفحة 14