كتاب قادة فتح الأندلس (اسم الجزء: 1)

خوف عليهم ولا هم يحزنون)).
تذكرت هذا الأثر النبوي إذ اكتمل بالعمل جمعنا، لكني ولست ممن يتسامى إلى هذه المكانة، وأحسب أن صاحبي يتسامى إليها، أو إني أرجو له ذلك.
وقد جمع الله تعالى لصديقنا اللواء خطاب من الصفات ما تسمو به واحدة منها عن سفاسف الأمور، وتتجه به إلى معاليها.
أولها: الإخلاص في القول والعمل، والإخلاص إذا كان في قلب أشرق، وقذف الله تعالى فيه بنور الحكمة، وكان تفكيره مستقيماً، ولسانه قوياً، وعمله حكيماً، فلا يكون التواء ولا عوج.
ثانيها: الإدراك الواسع، والعلم بما حوله، وتعرّف الأمور من وجوهها، وإدراكها من مصادرها فقلمه نقي، وفكره ألمعي ...
وثالثها: إيمان صادق بالله، ورسوله النبي الأمين، ولذلك يتَّبع سيرة السالفين، ويجعل منهم نوراً يُهتَدى به، ويعلم منه أعلام الهداية.
ويكمل هذه الصفات التي هي بمنزلة السجايا والملكات، همة عالية، وتجربة ماضية، وخبرة بالعلم والحروب، وخصوصا ما كان بين العرب واليهود.
(وهو عالم في العربية، وملم إلماماً عظيماً بشؤون الدين، وقارئ يتقصَّى الحقائق فيما يقرأ، يتعرّف ما تسطره الأقلام، وما وراء ما تسطره، ينفر من تقليد الفرنجة، ويُوثر ما في القرآن والسنة وما كان عليه السلف الصالح، وهو ممن يؤثرون الاتباع، ولا يرضون عن الابتداع، سلفي في إيمانه وعمله، قوي في تفكيره، ويهضم ما جدَّ في العصر بما في قلبه من إيمان راسخ، واتباع مستقيم، وله مع كل هذا قلم بارع مصور، وكتابته من قبيل

الصفحة 20