كتاب قادة فتح الأندلس (اسم الجزء: 1)

السهل الممتنع، وفقَّهه الله تعالى وهداه) (1).
حسْب اللواء الخطاب هذه الشهادة الحقة المنصفة المحبة الصادقة تأتي من إمام زمانه، وفقيه عصره العلامة الشيخ محمد أبو زهرة الذي ترجم لأعلام الفقه وأئمة الاجتهاد أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم فأوفى وأبدع، رحمه الله رحمة واسعة، وأجزل مثوبته، وطيَّب ثراه.
(11) وكان من جهاده الدعوي -رحمه الله تعالى- أنه سخّر قلمه وفكره في الدعوة إلى الله سبحانه إيماناً به، ويقيناً بنصره، واعتزازاً بدينه، ودعوة إلى إقامة شرعه، وإعلاء كلمته، وجهاداً في سبيله، واقتداء برسوله، وتأسياً بصحابة نبيه، وتعريفاً بسيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وسيرة القادة الفاتحين -رضي الله تعالى عنهم- وإبرازاً لعظمة الأمة الإسلامية، وعظمة تاريخها، وعظمة حضارتها، وعظمة الانتماء إلى أمجادها، ودعوة لا تعرف الملل ولا السأم إلى إعلان الحرب الحقيقية والصادقة على الاستعمار بكل أشكاله وألوانه، وخاصة الاستعمار الفكري ومَن يمثله من المستشرقين والعلمانيين والملحدين والمتحللين ودعاة التغريب والتقليد.
وكشاهد على ما أقول؛ فقد كتب تقريظاً لكتاب غزوة بدر الكبرى تأليف الشيخ محمد أحمد باشميل (2) -رحمه الله تعالى- قال فيه: (لقد كان الرسول القائد -صلوات الله وتسليمه عليه- أسوة حسنة لأصحابه بأعماله لا بأقواله، وشتان بين الأعمال والأقوال، فلا موعظة في كلام لم يمتلئ من نفس صاحبه ليكون عملاً، فيتحول في النفوس الأخرى عملاً ولا يبقى كلاماً.
_______
(1) من مقدمة الإمام محمد أبو زهرة لكتاب الخطاب (بين العقيدة والقيادة) 10 - 12 أنصح بقراءة المقدمة كاملة والتي تبلغ قرابة عشرين صفحة (9 - 28).
(2) انظر كتابه (غزوة بدر الكبرى) وسلسلة معارك الإسلام الفاصلة (8 - 14).

الصفحة 21