كتاب قادة فتح الأندلس (اسم الجزء: 1)

سيرد تفاصيل ذلك وشيكاً.
ولابدّ من أن يكون إسلام طارق وحسن إسلامه، أحدَ المزايا التى حملت مولاه موسى بن نُصَيْر على الثقة به والاعتماد عليه، فهو من أسرة اشتهرت بسبقها إلى اعتناقها الإسلام، إذ أسلم والد طارق أيام عُقْبة بن نافع الفِهْريّ (1)، والتحق هو بعد وفاة والده بخدمة المسلمين، وكان إذ ذاك صغير السنّ، ولكنه كان يتمتّع بقدر كبير من الحماسة والغيرة على الدِّين الإسلاميّ، جعله أشد المقرّبين إلى موسى بن نُصَيْر، ومن الطبقة الأولى من رجال البربر الذين اختصهم بسرِّه وثقته المطلقة، وأشركه مشاركة عملية في رفع راية الإسلام (2).
ويبدو أنّ جدّ طارق، وهو عبد الله، كان مسلماً، بدليل اسمه العربي الإسلاميّ، مما يدلّ على أن طارقاً ولد في بيت إسلامي وترعرع في هذا البيت وشبّ في مجتمع إسلاميّ، ولعلّ تدينه العميق لفت إليه الأنظار، بالإضافة إلى مزاياه وكفاياته الأخرى، وكان قربه من موسى بن نُصَيْر قد أتاح له الفرصة المناسبة لتولّي المناصب الإدارية والقيادية المناسبة، فنجح في الإدارة وفي الفتح معاً.
_______
= البلدان (132).
(1) انظر سيرته المفصلة في كتابنا: قادة فتح المغرب العربي (1/ 90 - 136) وكتابنا: عقبة بن نافع.
(2) الشيخ محمد أبو زيد طنطاوي- فتح العرب الأندلس- مجلّة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة (43 - 44) - العدد الثاني- السنة العاشرة- رمضان 1397 هـ- مؤسسة مكة للطباعة والإعلام.

الصفحة 220