كتاب قادة فتح الأندلس (اسم الجزء: 1)

الكريم، وأشرف على طباعتها، وصحح بعضها، يعجب كيف كان يكتب مؤلفاته على ورق كبير يُصطلح عليه عند أهل الطباعة/ A3/ يملأ الصفحة من أولها حتى آخرها، وتكاد السطور يلتصق بعضها ببعض، ولولا أن خطه جميل وحروفه واضحة والحبر الذي يستعمله ظاهرٌ، لما أمكن قراءة ما كتب -رحمه الله تعالى-.
حقاً لقد كان القائد الخطاب رجلاً صبوراً دؤوباً، يواصل الليل بالنهار، صاحب رسالة ودعوة، من ذوي الهمم والعزائم.
أقدر أن العلامة الخطاب لم يتفرغ كلياً للتأليف والكتابة إلا بعد أن قارب الخمسين من العمر، وبعد أن سُرِّح من الجيش إثر اعتقاله في عهد عبد الكريم قاسم، يقول -رحمه الله تعالى-: (في سنة 1968 م تموز عينتُ وزيراً للمواصلات، وكنت يومها في مصر رئيساً للجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية التي أعدت المعجمات العسكرية الأربعة الموحدة، فاعتذرت عن قبول هذا المنصب، وآثرت العمل في المجالات العلمية على العمل في المناصب الحكومية، وبقيت في القاهرة حتى أخرجتُ للناس المعجمات العسكرية الموحدة الأربعة، والتي أعيد طبعها مرات كثيرة، وكنت أنا الذي اقترحت توحيد هذه المصطلحات. ثم يسَّر الله عليَّ إذ وضعتها في حيِّز التنفيذ.
وعدت من مصر إلى العراق سنة 1973 م فعُرِضت عليَّ عدة مناصب حكومية رفيعة، ولكني اعتذرت عن قبولها، وتفرغت كلياً لبحوثي ودراساتي، وللتأليف والتدريس في المدارس والمعاهد والجامعات العسكرية في أرجاء البلاد العربية كلها، ما وجدت إلى ذلك سبيلاً ... ) (1).
_______
(1) السيرة الذاتية للواء الخطاب ص 14 بتصرف يسير.

الصفحة 30