كتاب قادة فتح الأندلس (اسم الجزء: 1)

النشر في السعودية -حيث أُقيم في جدة منذ عام 1401 هـ و 1980 م ولم يكن لي يومها خبرة ولا دراية مع دور النشر ولا معرفة بأساليبها، ولكن الراحل الكريم زودني بخطاب لشخصية مرموقة يمتلك دار نشر، وأشهد أن الرجل قد أحسن استقبالي، وتحمَّس لنشر كتب اللواء الركن محمود شيت خطاب -إذ كانت تربطهما علاقات وثيقة، ومحبة متبادلة، وتقدير- وسرعان ما وقعت العقود مع هذه الدار ولكن .. ظللت أغدو وأروح على هذه الدار أربع سنوات دون جدوى، وبعد هذا العناء الطويل قال لي مدير الدار -غفر الله له- نعتذر عن متابعة النشر، فنحن لا نملك المال اللازم، واللواء الخطاب يحتاج إلى دار نشر خاصة به ذات ميزانية ضخمة!! وهكذا استرددت المخطوطات بعد طول انتظار مرهق.
ثم وجهني الراحل الكريم، إلى دار نشر أخرى في الرياض، فذهبت إلى حيث وجهني، وقابلت صاحب دار النشر هذه، وحملت له المخطوطات، ولشد ما كانت دهشتي واستغرابي وألمي حين عرض عليَّ مبلغ خمسة آلاف ريال فقط، ويأخذ حق نشرها جميعاً!! فرفضت ورفض اللواء الخطاب هذا العرض الشحيح الذي يدل بالتأكيد كما يقول اللواء الخطاب - أنهم لا يعرفون قيمة هذه الكتب والمخطوطات ولا يقدرونها حق قدرها، وعرض أحد الأخوة الناشرين الصادقين أن ينشر كتاب (بين العقيدة والقيادة) ووقعت العقد معه، وأرسل الكتاب إلى مصر، ووعده بالسرعة في إنجازه، ثم أخبروه كذباً أنهم سيعرضون الكتاب في معرض القاهرة في شهر رمضان المبارك، ولكن جاء رمضان، وبعده رمضان ... فلم نجد شيئاً ولم تصلنا نسخة، واتصلنا بهم هاتفياً، وأرسلنا مندوباً، لكننا لم نظفر منهم بشيء!! حسبنا الله ونعم الوكيل.
ثم تبيَّنت السر وراء هذه المعوقات -لم أكن أعلمه من قبل حتى تكونت

الصفحة 43