كتاب قادة فتح الأندلس (اسم الجزء: 1)

وهذه -بلا شك- تفيد كمرجع من مراجع التاريخ الحديث.
ولكن الرجل لم يفعل هذا ولا ذاك، لم يكتب شيئاً في هذا الشأن!! وكأني به -رحمه الله- وبالزهد الذي عاش به، وبالعلم الذي تفرغ له، وبالرسالة التي شغل نفسه بها، كان يؤثر أن يعيش في الظل، بعيداً من أهل الرئاسة والجاه، وبعيداً عن موقع السلطة والنفوذ، وبعيداً عن أهل الثراء والمال، لذلك كنت تراه في ثوبه بسيطاً وفي مسكنه بسيطاً، وفي مجلسه بسيطًا (1) ...
وفي رأيي وتحليلي المتواضع أن الرجل -طيب الله ثراه- كان يريد أن يقدم نفسه من خلال علمه، ومن خلال كتابه، ومن خلال رسالته في هذه الحياة التي أعطاها جهده وحياته، وأعطاها ليله ونهاره، وأعطاها عصارة فكره ونتاج علمه -أجزل الله مثوبته- هكذا إذا كانت النفوس كباراً، تترفع عن الفخر الزائف، والإدعاء الفارغ، والمباهاة التافهة، والاعتزاز السخيف بالمناصب والأشخاص والهيئات!! كان -رحمه الله- يؤثر رضوان الله، وخدمة إسلامه، وإعزاز أمته، ولا يعتز إلا بمثل هذا.
طلبت ذات يوم من قائد عسكري فذ برتبة مشير، تولى رئاسة جمهورية قطر عربي شقيق، أن يكتب مقدمة لكتاب (بين العقيدة والقيادة) وقد أُعجِب بما قرأ منه - فأجابني -حفظه الله-: بكل سرور سأجيبك إلى طلبك، ولي الفخر والشرف أن يقترن اسمي باسم القائد العظيم والعلامة الجليل اللواء الركن محمود شيت خطاب على صفحات هذا الكتاب، فلما أخبرت اللواء الخطاب بذلك ظننت أنه سيفرح وسيقرني على اقتراحي، لكن فوجئت أنه اعتذر عن هذا الاقتراح، وطلب إليَّ إبلاغ فخامة الرئيس المشير (2) ... شكره وتقديره
_______
(1) لم يكن يملك سيارة ولا وسيلة نقل.
(2) اتصل بي مشكوراً من بلده معتذراً عن عدم استطاعته كتابة المقدمة بسبب كثرة أسفاره ومهماته، وبسبب أنني كنت قد حددت له مدة معينة لضرورة صدور =

الصفحة 48