كتاب قادة فتح الأندلس (اسم الجزء: 1)

فيصير منها إلى مقربة من شريشة ( Xeres de Estramadura) وهي غير شريش البلدة المشهورة بقرب إشبيلية التي ينسب إليها الشريشيّ شارح مقامات الحريري، ثم يصير النهر إلى حصن ميرتُلة، فيصبّ بالبحر المظلم (وهو المحيط الأطلسي)، ويمرّ بالأصل في بدايته بقشتالة الجديدة (1). ونهر شطوبر ( Chetvubar) على اسم مدينة بهذا الاسم تقع عليه، وهو نهر كبير تصعد فيه السُّفن والمراكب السفرية كثيراً (2). ونهر آرغة ( Araga) ، الذي تقع عليه مدينة بَنْبلُوْنَة، وينبع من جبال البرت. ومن تلك الجبال ينبع نهر جِلِّق ( Gallego) الذي يمرّ بأراضي سَرَقُسْطَة ويتّصل بنهر إِبْرُهْ (3).
والخلاصة أن قسماً من المؤرخين قالوا: طول الأندلس ثلاثون يوماً، وعرضها تسعة أيام، ويشقّها أربعون نهراً كباراً، وبها من العيون والحمامات والمعادن لا يُحصى، وفيها ثمانون مدينة من القواعد الكبار، وأزيد من ثلاثمائة من المتوسِّطة، وفيها من الحصون والقرى والبروج ما لا يُحصى كثرةً، حتى قيل: إنّ عدد القرى التي على نهر إشبيلية إثنا عشر ألف قرية، وليس في معمور الأرض صقع يجد المسافر فيه ثلاث مدن وأربعاً في يومه إلاّ بالأندلس. ومن بركتها أنّ المسافر لا يسافر فيها فرسخين دون ماء أصلاً (4).
كما يقول ابن حوقل عن الأندلس: " ... تغلب عليها المياه الجارية، والشجر والثمر، والرّخص والسعة في الأحوال .. " (5).
وكما يقول الرازي عنها: " ... طيِّبة التربة، مخصبة القاعة، منبجسة العيون الثّرار، منفجرة بالأنهار الغزار .. " (6).
_______
(1) الحلل السندسية (1/ 28 و 86 و 88 و 89 و 99 و 319).
(2) الحلل السندسية (1/ 88).
(3) الحلل السندسية (2/ 116)، ويقرأ نهر آرغة بنهر أرقا، أنظر الحلل السندسية (2/ 134 و 174).
(4) الحلل السندسية (1/ 260)، وأنظر نفح الطيب (1/ 208 - 209).
(5) صورة الأرض (104)، أنظر نفح الطيب (1/ 211).
(6) أنظر نفح الطيب (1/ 140).

الصفحة 95