كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)

ما يكون من كسب العبد، واجتلابه له، يشهد لذلك إسناد الفعل إليه (¬1) في قوله: «يحدث فيهما نفسه»؛ فإنه يقتضي تكسبا منه.
وأما الخواطر التي ليست من جنس مقدور العبد، فليست داخلة في هذا الحديث، والله أعلم.
وقد عفي لهذه الأمة عن الخواطر التي تعرض ولا تستقر، حتى لو كان كفرا - والعياذ بالله-، وهذا كله فيما كان من أمور الدنيا، وما لا يتعلق بالصلاة؛ إذ لا بد من حديث النفس فيما يتعلق بالآخرة من معاني المتلو، والدعوات، والأذكار، وغير ذلك.
ق: ولا يريد بما (¬2) يتعلق بأمر الآخرة كل أمر محمود أو مندوب إليه؛ فإن كثيرا من ذلك لا يتعلق بأمر الصلاة، وإدخاله (¬3) فيها أجنبي عنها، وقد ورد عن عمر رضي الله عنه: أنه قال: إني لأجهز الجيش وأنا في الصلاة (¬4)، أو كما قال، وهذه قربة، إلا أنها أجنبية عن مقصود الصلاة، انتهى (¬5).
¬__________
(¬1) في (ق): "له.
(¬2) في (ق): "ما.
(¬3) في (ق): "وإدخالها
(¬4) ذبكره البخاري في «صحيحه» (1/ 408) معلقا، ورواه ابن أبي شيبة في «المصنف» (7951) بإسناده عن أبي عثمان النهدي.
(¬5) انظر: «شرح عمدة الأحكام» لابن دقيق (1/ 39).

الصفحة 144