كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)

* الكلام على الحديث من وجوه:
الأول: معنى التيمن هنا: الابتداء باليمين قبل الشمال، وهو من الألفاظ المشتركة؛ لأن التيمن - أيضا - مصدر تيمن بالشيء: إذا تبرك به، مأخوذ من اليُمْن -بضم الياء-، وهو البركة، والتيمن - أيضا -: النسب إلى اليَمَن -بفتح الياء والميم-، يقال: تيمن: إذا انتسب إلى اليمن.
الثاني: التنعل: لبس النعل، وهي الحذاء، مؤنثة، وتصغيرها: نعيلة، قال الجوهري: تقول: نعلت، وانتعلت: إذا احتذيت (¬1).
قلت: وتنعلت - أيضا -، كما هو في الحديث؛ لأن التنعل مصدر تنعل، كالتعلم مصدره تعلم، وفي مسلم: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب التيمن في طهوره إذا تطهر، وفي ترجله إذا ترجل، وفي انتعاله إذا انتعل (¬2).
ومعنى التيمن في التنعل: البداية بالرجل اليمنى، ومعناه في الترجل، وهو التسريح: البداية بالشق الأيمن من الرأس في تسريحه
¬__________
= و «شرح الإلمام» (4/ 339)، و «شرح عمدة الأحكام» تكلاهما لابن دقيق العيد (1/ 44)، و «التوضيح» لابن الملقن (4/ 221)، و «فتح الباري» لابن حجر (1/ 269)، و «عمدة القاري» للعني (3/ 29، 4/ 171)، و «فيض القدير» للمناوي (5/ 207)، و «كشف اللثام» للسفاريني (1/ 153)، و «سبل السلام» للصنعاني (1/ 50)، و «نيل الأوطار» للشوكاني (1/ 212).
(¬1) انظر: «الصحاح» للجوهري (5/ 1831)، (مادة: نعل).
(¬2) رواه مسلم (268)، (1/ 226)، كتاب: الطهارة، باب: التيمن في الطهور وغيره.

الصفحة 161