كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)

الخالص في الصحبة، وهو أخص من الصاحب.
واختلفوا - أيضا - في اشتقاقه، فقيل: من الخلة - بفتح الخاء -، وهي الحاجة، وقيل: من الخُلة - بضم الخاء -، وهي تخلل المودة في القلب، وقيل: من الخلة، وهو نبت تستحليه الإبل، ومن أمثالهم: الخلة خبز الإبل، والحمض فاكهتها.
وقيل: الخليل: هو المختص بشيء دون غيره، ولا يجوز أن يختص النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدا بشيء من (¬1) الديانات دون غيره، قاله النحاس (¬2).
ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: «إني أبرأ إلى كل خليل من خلته، ولو كنت متخذًا خليلاً، لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن صاحبكم خليل الرحمن» يعني: نفسه (¬3)، فهذا (¬4) الحديث الصحيح قطع المخالَّة بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيره، والله أعلم.
* * *
¬__________
(¬1) في (ق): "في.
(¬2) في (ق): "ابن النحاس.
(¬3) رواه ابن ماجه (93)، في المقدمة، والنسائي في «السنن الكبرى» (8105)، والإمام أحمد في «المسند» (1/ 377)، وغيرهم من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -.
(¬4) في (ق): "بهذا.

الصفحة 175