كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)

الخالي، كانوا ينتابونه لقضاء الحاجة، ثم كثر حتى تجوز به عن ذلك (¬1).
وأما الخلا -مقصورا-، فهو الرطب من الحشيش، وحسن الكلام - أيضا -، ومنه قولهم: هو حلو الخلا؛ أي: حَسَن الكلام، وقد يكون خلا مستعملاً (¬2) في باب الاستثناء.
وللعرب فيه حينئذ مذهبان: منهم من يجعله حرفًا، ومنهم من يجعله فعلاً.
فإن كسرت الخاء مع المد، فهو عيب في الإبل، كالحران في الخيل (¬3)، وفي
الصحيح: «ما خلأت القصواء، ولكن حبسها حابس الفيل» (¬4)، وفي حديث أم زرع: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة: «كنت لك كأبي زرع في الألفة والوفاء، لا في الفرقة والخلاء» (¬5).
وسمي موضع الحاجة خلاءً -بالفتح والمد-؛ لخلائه في غير
¬__________
(¬1) المرجع السابق، الموضع نفسه.
(¬2) في (ق): "يستعمل.
(¬3) انظر: «جمهرة اللغة» لابن دريد (2/ 1056).
(¬4) رواه البخاري (2581)، كتاب: الشروط، باب: الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط، من حديث المسور بن مخرمة ومروان.
(¬5) من رواية الهيثم بن عدي، فيما رواه الدارقطني في «الأفراد»، كما عزاه الحافظ في «الفتح» (9/ 275).

الصفحة 182