كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)
كالمعوض منه، ولما (¬1) كانت الميم المشددة عوضا من (يا)، لم يجز الجمع بينهما، فلا يقال: يا اللهم في فصيح الكلام، فأما قوله: [الرجز]
وَمَا عَلَيْكِ أَنْ تَقُولِي كُلَّمَا ... سَبَّحْتِ أَوْ هَلَّلْتِ يَا اللَّهُمَّا
اُرْدُدْ عَلَيَّ شَيْخَنَا مُسَلَّمَا (¬2)
فضرورة، كما جمع الآخر بين العوض والمعوض منه في قوله: [الطويل]
هُمَا نَفَثَا فِي فِيَّ مَنْ (¬3) فَمَويهما ... على النابح العاوي أشد الرجام (¬4)
فجمع بين الميم والواو في قوله: فمويهما، مع (¬5) أنها عوض عنها (¬6)، هذا هو الصحيح عند البصريين، وللكوفيين خلاف مذكور في كتب العربية (¬7)، لا نطول بذكره.
الرابع: «أعوذ»: أصله أعوُذ -بسكون العين وضم الواو-،
¬__________
(¬1) في (ق): "وإذا.
(¬2) هذا الرجز مما لا يعرف قائله، كما ذكر البغدادي في «خزانة الأدب» (2/ 295).
(¬3) من ليست من (خ).
(¬4) البيت للفرزدق، كما في «الكتاب» لسيبويه (3/ 365).
(¬5) مع ليست في (ت).
(¬6) في (ق): "منها".
(¬7) في (ق): "النحو".