كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)

حذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه.
ومن لم يوجبها، قدره: إنما الأعمال كاملة بالنيات، أو (¬1): إنما كمال الأعمال بالنيات.
ورجح الأول من حيث إن الصحة أكثر لزوما للحقيقة من الكمال، فالحمل عليها أولى؛ لأن ما كان ألزم للشيء، كان أقرب خطور بالبال عند إطلاق اللفظ، وهذا الحديث أصل في وجوب النية في سائر العبادات.
واحتجوا -أيضا- بقوله -عليه الصلاة والسلام-: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية» الحديث (¬2).
واحتجوا -أيضا- بقوله -عليه الصلاة والسلام- فيما رواه ابن مسعود: «إذا أنفق الرجل على أهله، وهو يحتسبها، فهي له صدقة» (¬3).
وفي حديث سعد: «إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله، إلا
¬__________
(¬1) في (ق): "و.
(¬2) رواه البخاري (2631)، كتاب: الجهاد والسير، باب: فضل الجهاد والسير، ومسلم (1353)، كتاب: الإمارة، باب: المبايعة بعد فتح مكة على الإسلام والجهاد والخير، من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -.
(¬3) رواه البخاري (5036)، كتاب: النفقات، باب: فضل النفقة على الأهل، ومسلم (1002)، كتاب: الزكاة، باب: فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد والوالدين ولو كانوا مشركين، لكن من حديث أبي مسعود البدري - رضي الله عنه -.

الصفحة 26