كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)

غير (¬1) ذلك جمعت.
السادس: حقيقة النية قصد المكلف (¬2) الشيء المأمور به، وقيل: قصد الشيء وتخصيصه ببعض أحكامه وأوصافه.
ومحلها القلب عند الجمهور، لا الدماغ؛ لقوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5]، والإخلاص إنما يكون بالقلب.
وقال تعالى: {وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} [الحج: 37].
وقال -صلى الله عليه وسلم- (¬3): «التقوى ها هنا» وأشار إلى صدره ثلاثًا (¬4) (¬5).
وهذا مما لا يدرك إلا بالسمع، وظواهر السمع تقتضي الأول، وإذا ثبت أن محلها القلب، فالذي يقع به الإجزاء عندنا أن ينوي العبادة بقلبه من غير نطق بلسانه، وهو الأفضل -أيضا-؛ إذ اللسان ليس محلاً للنية على ما تقرر.
ونقل التلمساني من أصحابنا عن صاحب «الاستلحاق» (¬6):
¬__________
(¬1) غير ليست في (خ).
(¬2) المكف ليست في (ق).
(¬3) في (ق): "وقال علي بن أبي - رضي الله عنه -.
(¬4) ثلاثا ليس في (ق).
(¬5) رواه مسلم (2564)، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: تحريم ظلم المسلم واحتقاره ودمه وعرضه وماله، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(¬6) لابن فتحون محمد بن خلف بن سليمان أبو بكر الأندلسي المالكي، المتوفى سنة (520 هـ) كتاب: «الاستلحاق على الاستيعاب في معرفة =

الصفحة 28