كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)
قال غيره: ثم كثر استعماله حتى استعمل في كل خارجي، ومنه قول عائشة لمعاذة: أحروريةٌ أنت؟! هو بفتح الحاء المهملة وضم الراء الأولى وكسر الثانية؛ أي: خارجية أنت، وإنما قالت ذلك؛ لأن مذهب الخوارج أن الحائض تقضي الصلاة -على ما تقدم-، فالاستفهام هنا استفهام إنكار، وليس على بابه.
وإنما حسن إنكار عائشة -رضي الله عنها- على معاذة؛ لأنها أوردت السؤال على غير جهة السؤال المجرَّد، فإن صيغته تشعر بتعجب أو إنكار؛ فلذلك قالت لها: أحرورية أنت؟! فأجابتها بأن قالت: لست بحرورية، ولكني أسأل، أي: أسأل سؤالاً مجرَدًّا عن التعجب والإنكار، لطلب مجرد العلم بالحكمة في ذلك، فأجابتها (¬1) عائشة -رضي الله عنها- بالنص، ولم تتعرض للمعنى؛ لأنه أقوى في الردع عن مذهب الخوارج، وأقطع لمن يعارض، بخلاف المعاني المناسبة فإنها بصدد المعارضة.
واكتفت عائشة -رضي الله عنها- في الاستدلال (¬2) على سقوط القضاء بكونه لم تؤمر به.
ق: ويحتمل ذلك عندي (¬3) وجهين:
أحدهما: أن تكون أخذت إسقاط (¬4) القضاء من سقوط الأداء،
¬__________
(¬1) في (ق): " «وأجابته».
(¬2) في (ق): " «بالاستدلال».
(¬3) «عندي» ليست في (خ)، وكذا ليست في المطبوع من شرح العمدة.
(¬4) في (ق): " «سقوط».