كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)
أول الوقت أفضل من التأخير، على تفصيل مذكور في كتب الفقه، ويرجح ذلك ويقويه تصريح الرواية الأخرى بذلك، وهي قوله -عليه الصلاة والسلام-: «لأول وقتها» (¬1)، وقد تقدم أن الحديث إذا جمعت (¬2) طرقه، فسر بعضها بعضا (¬3)، وأما من حيث المعنى، فإن في ذلك المبادرة لامتثال الأمر، وبراءة الذمة، والخروج عن العهدة، والتأخير بخلاف ذلك.
السادس: البر خلاف العقوق، والمبرة مثله، تقول: بررت والدي - بالكسر - أبره برا، فأنا بر به، وبار، وجمع البر -بالفتح: الأبرار، وجمع البار: البررة، وفلان يبر خالقه، ويتبرره؛ أي: يطيعه، والأم برة بولدها (¬4). انتهى. هذا معنى البر في اللغة.
وأما معناه في الشرع، وما يجب منه: فالغالب أنه يعسر ضبطه، وقد أّلف الناس فيه تصانيف مفردة؛ كالطرطوشي، وغيره.
وألخص ما رأيت في ذلك ما قاله ابن عطية في سورة {سبحان} [الإسراء: 1] عند قوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23].
¬__________
(¬1) رواه الترمذي (170)، كتاب: الصلاة، باب: ما جاء في الوقت الأول من الفضل، من حديث أم فروة - رضي الله عنها-. وقد صححه ابن السكن، وضعفه الترمذي. وله شواهد كما ذكر الحافظ في التلخيص الحبير (1/ 145).
(¬2) في (ق): " «اجتمعت».
(¬3) كما قاله الإمام ابن دقيق في شرح العمدة.
(¬4) انظر: الصحاح للجوهري (2/ 588)، (مادة: برر).