كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)
* الكلام على الحديث من وجوه:
الأول: الظهيرة: الهاجرة مأخوذة (¬1) من الهَجْر، وهو الترك؛ لترك الناس التصرف حينئذ لشدة الحر، وقيلولتهم فيه، يقال: أتيته حد الظهيرة، وحين قام قائم الظهيرة (¬2).
وأما العصر: فهو في أصل اللغة: الدهر، وفيه لغتان أخريان:
عُصْر مثل قُفْل، وعُصُر مثل عنق، والعصران: الليل والنهار، وكذلك الجديدان، والملوان، والعصران - أيضا -: الغداة والعشي، ومنه سميت صلاة العصر (¬3).
وقوله: «والشمس نقية»؛ أي: صافية لم تشبها صفرة، ولم تتغير بعد؛ أي: في أول وقتها.
وقوله: «والمغرب إذا وجبت»؛ أي: سقطت، والوجوب: السقوط، ومنه قوله تعالى: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} [الحج: 36]؛ أي: سقطت، وفاعل (وجبت) مستتر، وهو الشمس، وهو من المضمر الذي يفسره سياق الكلام؛ نحو قوله تعالى: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} [ص: 32]، ونحو ذلك.
¬__________
= و «كشف اللثام» للسفاريني (1/ 553)، و «نيل الأوطار» للشوكاني (1/ 414).
(¬1) في (ق): "مأخوذ.
(¬2) انظر: «الصحاح» للجوهري (2/ 731)، (مادة: ظهر).
(¬3) المرجع السابق، (2/ 748)، (مادة: عصر).