كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)

وورد في الأحاديث الصحيحة تسميتها بالعتمة، منها: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لو يعلمون ما في العتمة والصبح، لأتوهما ولو حبوا» (¬1).
وأجيب عن ذلك بوجوه:
إما أنه لبيان الجواز.
وإما لعل المكروه أن يغلب عليها اسم العتمة بحيث يهجر تسميتها بالعشاء.
وإما لأنه خاطب بذلك من لا يعرف العشاء (¬2).
وفي هذا الأخيربعد.
وأما الصبح: فلها ثلاثة أسماء: هذا، والفجر، والغداة.
وقوله: «تدعونها»؛ أي: تسمونها، قال الشاعر:
دعتني أخاها بعد ما كان بيننا ... من الأمر ما لا يفعل الأخوان (¬3)
أي: سمتني أخاها.
¬__________
(¬1) رواه البخاري (590)، كتاب: الأذان، باب: الاستهام في الأذان، ومسلم (437)، كتاب: الصلاة، باب: تسوية الصفوف وإقامتها، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(¬2) انظر: شرح مسلم للنووي (5/ 143).
(¬3) البيت لعبد الرحمن بن أم الحكم، كما ذكر ابن عبد ربه في العقد الفريد (6/ 359).

الصفحة 547