كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)
تعالى يقول: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]، وقال تعالى {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: 14].
وقد قال العلماء: إذا استوى الكلام وتركه، فالسنة الإمساك عن الكلام؛ لأنه قد يجر الكلام المباح (¬1) إلى المكروه، أو المحرَّم، بل
هذا هو الأكثر الأغلب في العادة، والله أعلم، والسلامة لا يعدلها شيء (¬2).
وفي الصحيحين: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا، أو ليصمت» (¬3).
وقد (¬4) قال مالك -رحمه الله-: من عد كلامه من عمله، قلّ كلامه (¬5).
وقيل في الحكمة: إنما جُعل لك لسانٌ واحد، وأذنان؛ ليكون ما تسمع أكثر مما تقول.
ويقال: لو كان الكلام من فضة، لكان السكوت من ذهب.
¬__________
(¬1) «المباح» ليس في (ق).
(¬2) انظر: الأذكار للنووي (ص: 262 - 263).
(¬3) رواه البخاري (5672)، كتاب: الأدب، باب: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومسلم (47)، كتاب: الإيمان، باب: الحث على إكرام الجار والضيف، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(¬4) «قد» ليست في (ق).
(¬5) وذكره القرافي في الذخيرة (13/ 241). وهو عن عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -، وغيره