كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)

ومن ذلك قول امرئ القيس: [الطويل]
فَلَمَّا أَجَزْنَا ساحَةَ الحَيِّ وانْتَحَى ... بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ
أي: انتحى بنا (¬1).
وقال آخر: [الكامل]
حَتَّى إِذَا قَمِلَتْ بطونُكمُ ... وَرَأَيْتُمُ أَبْنَاءَكُمْ شَبُّوا
وَقَلَبْتُمُ ظَهْرَ المِجَنِّ لَنَا ... إِنَّ اللَّئِيمَ الْعَاجِزُ الخِبُّ (¬2)
أي: قلبتم لنا، ومعنى قملت: كبرت.
والوجه الثاني: وهو المختار عند محققي النحاة -رحمهم الله-: أن الواو ليست بزائدة، وأن العطف جاء للتنويه والتعظيم، ويكون من باب عطف الخاص على العام، كقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} [الأحزاب: 7] الآية، وكقوله تعالى: {وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} [البقرة: 98]، كما عطف المطلق على المقيد (¬3) في قوله تعالى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} [الرحمن: 68]، إلى غير ذلك من الآيات (¬4).
¬__________
(¬1) «بناء» ليس في (ق).
(¬2) البيتان أنشدهما ثعلب في «مجالسه» (1/ 59).
(¬3) في (ق): " «المقيد على المطلق».
(¬4) وانظر: شرح الكافية لابن مالك (3/ 1261).

الصفحة 566