كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)

فعطف (ليثِ الكتيبة، وابنِ الهمام) على (الملكِ القرمِ)، وهو هو في المعنى؛ لما فيه من الزيادة في مدحه، والتنويه بذكر أبيه.
فإن قلت: قد حصل التخصيص والتنويه في العطف الأول، وهو قوله تعالى: {وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238]، فوجب أن يكون الثاني، وهو قوله: (وصلاة العصر) مغايراً (¬1) له، وأن الوسطى ليست العصر، إذ الشيء لا يعطف على نفسه.
قلت: العطف الأول لما ذكر، والثاني: جاء توكيدا وبيانا لما اختلف اللفظان، كما حكى سيبويه: مررت بأخيك وصاحبك، والصاحب هو الأخ (¬2).
وقال أبو دؤاد (¬3) الإيادي: [الخفيف]
سُلِّطَ المَوْتُ والمَنُونُ عليهِمْ ... فلَهُمْ في صَدَى المَقَابِرِ هامُ (¬4)
والمنون: الموت.
وقال عديُّ بن زيد العباديُّ:
وَقَدَّمَتِ الأَدِيمَ لِرَاهِشَيْهِ ... فَأَلْفَى قَوْلهَا كَذِباً وَمَيِناَ (¬5)
¬__________
(¬1) في (خ): مغاير.
(¬2) انظر: الكتاب لسيبويه (1/ 399).
(¬3) في (ق): "داوود.
(¬4) انظر: الأصمعيات (ص: 187)، وتهذيب اللغة للأزهري (12/ 151).
(¬5) انظر: طبقات فحول الشعراء لابن سلاَّم (1/ 76)، وجمهرة اللغة لابن دريد (2/ 993).

الصفحة 568