كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)

* الكلام على الحديث من وجوه:
الأول: قد تقدم معنى قوله: (يوم الخندق).
وفي الحديث: دليل على جواز سب كفرة الحربيين؛ لتقريره -عليه الصلاة والسلام- عمر على ذلك، ولم يعين السب في الحديث،
فيحمل على ما لا فحش فيه؛ إذ هو اللائق بمنصب عمر رضي الله عنه (¬1).
وفيه: الاعتناء بأمر الصلاة، وشدة المحافظة عليها؛ كما هو الواجب على كل أحد، لا سيما الصحابي.
الثاني: (جعل)، و (كاد) من أفعال المقاربة، وقد تقدم أنها ترفع الاسم، وتنصب الخبر، وأن خبرها لا يكون -غالبا- إلا فعلاً مضارعا فيه ضمير يعود على اسمها؛ كقوله: / «جعل يسب»، وقول عمر: ما كدت أصليها، وبذلك تتميز عن كان، وإن اشتركتا في رفع الاسم ونصب الخبر.
¬__________
= * مصَادر شرح الحَدِيث:
«عارضة الأحوذي» لابن العربي (1/ 293)، و «إكمال المعلم» للقاضي عياض (2/ 596)، و «المفهم» للقرطبي (2/ 255)، و «شرح مسلم» للنووي (5/ 132)، و «شرح عمدة الأحكام» لابن دقيق (1/ 154)، و «العدة في شرح العمدة» لابن العطار (1/ 336)، و «فتح الباري» لابن رجب (3/ 343)، و «النكت على العمدة» للزركشي (ص: 70)، و «التوضيح» لابن الملقن (6/ 280)، و «فتح الباري» لابن حجر (2/ 68)، و «عمدة القاري» للعيني (5/ 89)، و «كشف اللثام» للسفاريني (2/ 78).
(¬1) انظر: «شرح عمدة الأحكام» لابن دقيق (1/ 155).

الصفحة 603