كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)
* الكلام على الحديث من وجوه:
الأول: الثقل: ضد الخفة، تقول منه: ثقل الشيء ثِقَلًا؛ مثل: صغر صغرا، فهو ثقيل، والثَّقَل -بالتحريك-: متاع المسافر وحَشَمه، ويقال: وجدت ثقلة في جسدي؛ أي: ثِقَلًا وفتورا، حكاه الكسائي، وثَقِلَةُ القوم -بكسر القاف-: أثقالهم، وأثقلت المرأة، فهي مُثْقِلٌ؛ أي: ثقل حملها في بطنها، قال الأخفش: صارت ذات ثقل؛ كما يقال: أَتْمَرْنَا؛ أي: صرنا ذوي تمر، وقولهم: ألقى عليهم مثاقيله؛ أي: مأونته (¬1).
فقد تحصل من هذا أن الثقل يستعمل حقيقة، وذلك في الأجسام، ومجازا، وذلك في المعاني، ومنه قوله -عليه الصلاة والسلام-: «أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة
¬__________
= * مصَادر شرح الحَدِيث:
«الاستذكار» لابن عبد البر (2/ 139)، و «إكمال المعلم» للقاضي عياض (2/ 622)، و «المفهم» للقرطبي (2/ 276)، و «شرح مسلم» للنووي (5/ 153)، و «شرح عمدة الأحكام» لابن دقيق (1/ 163)، و «العدة في شرح العمدة» لابن العطار (1/ 348)، و «فتح الباري» لابن رجب (4/ 12)، و «النكت على العمدة» للزركشي (ص: 73)، و «التوضيح» لابن الملقن (6/ 415)، و «طرح التثريب» للعراقي (2/ 307)، و «فتح الباري» لابن حج (2/ 125)، و «عمدة القاري» للععيني (5/ 159)، و «كشف اللثام» للسفاريني (2/ 105)، و «سبل السلام» للصنعاني (2/ 18)، و «نيل الأوطار» للشوكاني (3/ 150).
(¬1) انظر: «الصحاح» للجوهري (4/ 1647)، (مادة: ثقل).