كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)

* الكلام على الحديث من وجوه:
الأول: (استأذن): استفعل من الإذن، يقال: أذن له في الشيء إذنا -بكسر الهمزة وسكون الذال- يقال: إيذن لي على الأمير، واستأذن لي -أيضا-، ومنه حديث: «الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك وإلا فارجع» (¬1)، ويكون أذن -أيضا- بمعنى: علم، ومنه قوله تعالى: {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 275]، وأذن له -بكسر الذال- أَذَنًا -بفتح الهمزة والذال-: استمع منه، ومنه حديث: «ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن» (¬2).
وقال قعنب بن أم صاحب:
إِنْ يَسْمَعُوا رِيبَةً طَارُوا بِهَا فَرَحًا ... عَنِّي، وَمَا سَمِعُوا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوا
صُمٌّ إِذا سَمِعُوا خَيْلاًا ذُكِلاْتُ بِهِ ... وَإنْ ذُكِرْتُ بِشَرٍّ عِنْدَهُمْ أَذَنُوا (¬3)
¬__________
(¬1) رواه البخاري (5891)، كتاب: الاستئذان، باب: التسليم والاستئذان ثلاثا، ومسلم (2153)، كتاب: الآداب، باب: الاستئذان، واللفظ له، من حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -.
(¬2) رواه البخاري (4736)، كتاب: فضائل القرآن، باب: من لم يتغن بالقرآن، ومسلم (792)، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: استحباب تحسين الصوت بالقرآن، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(¬3) انظر: «الصحاح» للجوهري (5/ 2068)، (مادة: أذن).

الصفحة 639