كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)

أي: يناله عن بعد.
والجُنُبُ من الرجال: البعيد الغريب، قال الله عز وجل: {وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [النساء: 36].
وقال الشاعر: [المنسرح]
مَا ضَرَّهُ لَوْ غَدَا (¬1) لِحَاجَتِنَا ... غَادٍ كَرِيمٍ أَوْ رَائِدٌ جُنُبُ (¬2)
أي: بعيد، وقد حمل عليه قوله تعالى: {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} [القصص: 11]، فقيل: أي (¬3): عن بعد، ويثنى هذا، ويجمع، فيقال (¬4): جُنُبَان، وهم جُنُبُون، وأجناب.
قالت (¬5) الخنساء: [البسيط]
فَابْكِي أَخَاكِ لِأَيْتَامٍ وَأَرْمَلَةٍ ... وَابْكِي أَخَاكِ إِذَا جَاوَرْتِ أَجْنَابَا (¬6)
أي: أقواما بُعَدَاء.
وقيل: معنى تَجَنَّبَ الرجل الشيء: جعله جانبا، وتركه، فقيل: من هذا يقال: رجل جُنُبٌ؛ أي: أصابته الجنابة، كأنه في جانب عن الطهارة.
¬__________
(¬1) في (ق): "عاد.
(¬2) لعبيد الله بن الرقيات، كما في «ديوانه» (ص: 3).
(¬3) أي ليست في (ق).
(¬4) في (ق): "يقال.
(¬5) في (ق): "وقالت.
(¬6) انظر: «ديوان الخنساء» (ص: 11).

الصفحة 96