كتاب الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (اسم الجزء: 1)

ثَوْبِهَا عِنْدَ طُهْرِهَا فَتَغْسِلُهُ، وَتَنْضَحُ عَلَى سَائِرِهِ، ثُمَّ تُصَلِّى فِيهِ.

11 - باب الاِعْتِكَافِ لِلْمُسْتَحَاضَةِ
309 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - اعْتَكَفَ مَعَهُ بَعْضُ نِسَائِهِ وَهْىَ مُسْتَحَاضَةٌ تَرَى الدَّمَ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ثوبها عند طهرها، فتغسله وتنضح على سائره) أي: تغسل موضع الدم، ثم تغسل الباقي إكمالًا للنظافة تورعًا. ولذلك لم يأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السائلة بغسل سائر الثوب.
باب: اعتكاف المستحاضة

309 - (إسحاق) كذا وقع غير منسوب هو أبو بشر، إسحاق بن شاهين الواسطي (خالد بن عبد الله عن خالد) الأول هو الطحان، والثاني هو الحذاء.
(عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتكَفَ مع بعض نسائه) قيل: هي زينب بنت خزيمة الأسدية، أم المساكين، وقيل: بنت جحش. قال ابن عبد البر: وهذا لا يصحّ. قال: وقد وقع في الموطا أن زينب بنت جحش، كانت قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند عبد الرحمن بن عوف. وهذا وهمٌ لم تكن قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا عند زيد بن حارثة، ولم تكن عند عبد الرحمن قط.
قلت: منشأ الوهم في الموطأ هو أن أختها أم حبيبة كانت تحت عبد الرحمن. ذكرها ابنُ عبد البر، وقد نقل بعضُهم: أن المستحاضات في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسع نسوة: بنات جحش الثلاثة؛ زينب وأم حبيبة وحمنة وسودة زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفاطمة بنت أبي حُبيش، وأسماء بنت عُميس، وسهلة بنت سهيل، وبرة بنت صفوان، وأم حبيبة، وقيل: أم حبيب بغير تاء. هذا وأم حبيبة هذه لم أعرفها في الصحابيات. فإن كانت أخت زينب فقد تقدمت، فلا وجه لإعادتها، وإن كانت بنت أبي سفيان فلم يقل أحدٌ: إنها كانت مستحاضة.
فإن قلتَ: هل يجوزُ حذف التاء من المستحاضة كما في طالق وحائض؟ قلتُ: لا؛ لأنّ حذف التاء في طالق وحائض إنما كان للفرق بين مَنْ شأنُها الطلاقُ والحيض، وبين مَنْ لها هذا الوصف بالفعل، وهذا الوصفُ في المستحاضة لازمٌ بالفعل، وقيل: التاء للنقل

الصفحة 461