كتاب الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (اسم الجزء: 1)

فَرُبَّمَا وَضَعَتِ الطَّسْتَ تَحْتَهَا مِنَ الدَّمِ. وَزَعَمَ أَنَّ عَائِشَةَ رَأَتْ مَاءَ الْعُصْفُرِ فَقَالَتْ كَأَنَّ هَذَا شَىْءٌ كَانَتْ فُلاَنَةُ تَجِدُهُ. أطرافه 310، 311، 2037

310 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ اعْتَكَفَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - امْرَأَةٌ مِنْ أَزْوَاجِهِ، فَكَانَتْ تَرَى الدَّمَ وَالصُّفْرَةَ، وَالطَّسْتُ تَحْتَهَا وَهْىَ تُصَلِّى.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الوصفية إلى الاسمية. قلتُ: لا نَقْلَ إنما لم ينقل مستحيضة مستحاضة بصيغة اسم الفاعل؛ لأن المسيغ في مثله الاستعمال كجُنّ وعُني على بناء المجهول فيهما. وليس بشيء؛ لأن السين فيه للطلب، وكأنها مطالبة كل حين بخروج الدم. قال الجوهري: استحاضت المرأة أي: استمر بها الدمُ.
(فربما وضعت الطست تحتها من الدم) أصله طسّ بسين مُدغمة في الأخرى، فأُبدلت الأخرى تاء لقرب المخرج تخفيفًا. ومن: بمعنى اللام كما في قوله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ} [المائدة: 32] قال بعضُهم: من: ابتدائية. ثم قال: أي: لأجل الدم. وخَبْطُهُ ظاهرٌ، إذ لا يعقل هنا معنى الابتداء مع تناقضه في تفسيره.
(ماء العصفر) -بضم العين وسكون المهملة- قال الجوهري: صبغ، وقال ابن الأثير: شجر (كأن هذا شيء كانت [فلانة] تجده) فلانة: كناية عن علم الإناث، فلان: عن علم الذكور، وفي غير الإنسان يقال باللام. وقد أشرنا إلى الاختلاف في فلانة، ومن هي.

310 - (قُتيبة) بضم القاف على وزن المصغر (يزيد بن زُريع) مصغر الزرع.
(ترى الدم والصفرة) عطف الصفرة على الدم وإن كانت الصفرة أيضًا من ألوان الدم، إشارةً إلى أنها كانت تميزة. وغير الصفرة من الدم كان حيضًا، وأيام الصفرة استحاضة، لكن قولها (وهي تصلي) يجب أن يكون متعلقًا بالصفرة وحدها، إلا أن فيه إشكالًا، فإنما في حالة الدم الأحمر حائضة كيف تدخل المسجد، فإن الإجماعَ على ما نقله ابن بطال: أن الحائضة لا تدخل المسجد، اللهم إلا أن يكون الدم الأحمر أقلّ من مدة الحيض فلا يعتد به كما ذكر في الفروع.

الصفحة 462