كتاب مسند الفاروق ت إمام (اسم الجزء: 1)

حديث يُذكر في باب العقيقة، فيه الدلالة
على تغيير الاسم لمصلحة راجحة
(374) قال الإمام أحمد (¬1):
ثنا عفَّان، ثنا أبو عَوَانة، ثنا هلال بن أبي حميد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نَظَر عمرُ إلى أبي عبد الحميد -أو: ابن عبد الحميد، شكَّ أبو عَوَانة- وكان اسمه: محمدًا، ورجلٌ يقول: يا محمدُ، فَعَلَ اللهُ بك، وفَعَلَ، وفَعَلَ، وجعل يَسبُّهُ، فقال أميرُ المؤمنين عند ذلك: يا ابنَ زيد، اُدْنُ منيِّ، ألا أَرى محمدًا صلى الله عليه وسلم يُسَبُّ بك! لا واللهِ لا يُدعى (¬2) محمدًا، ما دُمتُ حيًّا، فسمَّاه:
¬_________
(¬1) في «مسنده» (4/ 216 رقم 17896).
وأخرجه -أيضًا- ابن سعد (5/ 53) وعمر بن شبَّة في «تاريخ المدينة» (2/ 752) وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2/ 6 رقم 670) والطبراني في «الكبير» (19/ 242 رقم 544) من طريق هلال، به.
وهو منقطع بين عبد الرحمن بن أبي ليلى وعمر، انظر ما تقدم تعليقه على الحديث رقم (147، 255).
لكن له طريق أخرى: أخرجها إسحاق بن راهويه في «مسنده»، كما في «المطالب العالية» (12/ 131 رقم 2796 - ط دار العاصمة) عن وكيع، عن أسامة بن زيد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه قال: إنَّ عمرَ بن الخطاب -رضي الله عنه- جَمَعَ كلَّ غلامٍ اسمُهُ اسمَ نبيٍّ، فأَدخَلَهم دارًا، وأراد أن يُغيِّر أسماءَهم، فشَهِدَ آباؤهم أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سمَّاهم. قال: وكان أبي محمدُ بن عمرو بن حزم فيهم.
قال الحافظ: هذا إسناد حسن.

وهذه الطريق الصحيحة مما فاتت محقِّقي «مسند الإمام أحمد» (29/ 428 - ط مؤسسة الرسالة).
(¬2) كذا ورد بالأصل. وفي المطبوع: «لا تُدعى».

الصفحة 538