كتاب كنز الدرر وجامع الغرر (اسم الجزء: 1)

الأكرة وأنّها تدور بما فيها من الكواكب على قطبين ثابتين غير متحرّكين:
أحدهما فى ناحية الشمال والآخر فى ناحية الجنوب مطالع سهيل، وأنّ كرة الأرض مثبتة وسط كرة السماء كالنقط من الدائرة، قلت: إلى هاهنا ذكر ابن الجوزى، وقال أبو الحسين ابن المنادى رحمه الله فى تمام هذا الفصل: وإنّ بعد ما بين السماء والأرض على نمط واحد من جميع الجهات والأفلاك تدور على محورين وقطبين ثابتين، ومن كان مسكنه وسط الأرض عند استواء ساعات الليل والنهار رأى المحورين والقطبين، ومن كان مسكنه فى بلاد الشمال يرى القطب الشمالى، ومن كان بالجنوب يرى الجنوبى، قال الجوهرى: (1) والمحور العود الذى تدور عليه البكرة وربّما كان من حديد، وسنذكر القطب والجدى فى موضعه.
وقال جالينوس: العالم شبه البيضة والسماء موضع القشر والهواء موضع البياض والأرض موضع المح.
واختلفوا هل الأفلاك السموات أم غيره على قولين: (2) أمّا مذهب (31) الأوائل: فإنّها هى بعينها، وأمّا مذهب المتشرّعين: فهى غيرها، وقد رواه العوفى عن ابن عبّاس واحتجّ بقوله تعالى: {اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماااتِ»} (3)، وقال فى آية أخرى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ»} (4)، وسمى الفلك فلكا لاستدارته، ومنه فلك المغزل بفتح الفاء لاستدارتها، وقال قوم بأنّ الفلك هو القطب وليس بشئ لأنّ القطب لا يزول ولا يتغيّر كما لا يزول قطب الرحاء.
_________
(1) الصحاح 2/ 640 ب
(2) مأخوذ من مرآة الزمان 42 آ،5
(3) القرآن الكريم 7/ 54؛ قارن جامع البيان 8/ 146
(4) القرآن الكريم 21/ 33؛ قارن جامع البيان 17/ 17

الصفحة 33