كتاب كنز الدرر وجامع الغرر (اسم الجزء: 1)

كشفت عن أهل الفضل أحوالا تتضمن أهوالا، وعلّمهم كرمه كيمياء تجعل الآمال أموالا، وأقام سوق العلوم وسوقها، وأربح تجارة من حمل إليه وسوقها، فلذلك جعلت كتابى هذا من رعايا الكتب أميرا، وأمطيته من عروس المملكة سريرا، وجعلت رأسه لسماء الفخر مظلّلا وبتاج العزّ مكلّلا، وافتتحته بذكر ملك هو مفتاح يد التطرّق إلى باب الرشاد، ومصباح عين المستضئ بنور السداد، ورحمة الله الموعودة للعباد، ورحمته المنشورة فى البلاد، ملك قام بأمر الله معتصما بحبل رجائه، فصبّ بحار النعم على أوليائه، وأسواط النقم على أعدائه، فهو بشارة مصبوبة فى الآدان وباكورة مجلوبة من ثمرات الجنان، ومالك له فى كلّ مكرمة عزة الأرضاح، ومن كلّ فضيلة قادمة الجناح، بصدر تضيق عند الدهناء وتفزع إليه الدهماء (من الكامل):
لله صدر للإمام كأنّما … أقطار طاعته به قطمير
تتزاحم الأضداد فيه وتنثنى … عنه وليس لوقعها تأثير
(من الوافر):
وأثبت ما تراه نهى وجاشا … إذا دهش المشاور والمشير
سيّد للجميل معتاد، والفضل منه مبدأ ومعاد، وسلطان ما له للعفاة مباح، وفعاله فى ظلمة الدهر مصباح، بهمّة تعزل السّماك الأعزل، وتجرّ ذيلها على المجرّة، مفترع أبكار المكارم، رافع منار المحاسن، ينابيع الجود تنفجر من أنامله، وربيع السماح يضحك عن فواضله، بيت القصيدة والواسطة الفريدة (5)، ذكر الأنام لنا فكان قصيدة كتب البديع الفرد من أبياتها، شجرة فضل عودها أدب وأغصانها علم وثمرتها عقل وعروقها شرف، تسقيها سماء الحرّيّة، وتغذيها أرض المروّة، يحلّ دقائق الأشكال، ويزيل معترض الإشكال، قد جمع الحفظ العزيز،

الصفحة 4