كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)
وجاء فى هذا المعنى أيضا: " لا رهبانية فى الإسلام " ولكنه غير صحيح (1).
ظ لثا - على أنقاض النظم والعادات القد يمة جاء الإسلام بنظرته السامية إلى
الزواج، وارتفع به فوق مستوى التلبية لنداء الغريزة الجنسية، وجعله الأ ساس المتيز
لبناء الأسرة المنوط بها إخصاب الحياة بالحركة والنشاط. فالأسرة هى المنطلق الأ و ل
لحركة الاصلاح الإنسانى العام، ولعل مما يشير إلى نظرة -الإسلام للأسرة، والأ مر
بالاسراع فى تكوينها:
(أ) أن أول ما بدأ النبى دعوته وجهها إلى الأسرة، وهى أسرته المتصلة به
كنموذج للاسر الأ خرى، فاتجه بعرض الدعوة إلى خديجة زوجه، وزيد بن حارثة
مولاه، وعلى بن أبى طالب المتربى فى بيته، وأم أيمن مولاق.
ثم خطا الخطوة الثانية، فدعا عشيرته الأ قربين، ثم خطا الخطوة الثالثة فدعا
العرب، ثم كانت الخطوة الأ خيرة بدعوة الأسرة الإنسانية كلها.
وهذا يشبه إلى حد كبير أثر الحجر يلقى فى بركة ماء، تنشأ عنه الدوائر
الموجية التى تتمركز أولا فى أقرب محيط ثم تأخذ فى الاتساع شيئا فشيئا
ليكون محيطها أكبر وأشمل.
وهذه الخطة التنفيذية مستمدة من روح القانون الإلهى المسطر فى القرآن
الكريم، ذللث أن الله بدأ أولا فى الهداية بربط العبد بمولاه ليستمد منه الأ وامر
ويلتمس منه العون والتوجيه إلى الصراط المستقيم، ثم جعل فى المرتبة الثانية
إصلاح الأسرة، مهتما بالوالدين اهتماما أوليا كرمز لما يريده الله للاسرة التى
يسيطر عليها هذان القطبان، وسيأتى توضيح ذلك فى بحث حقوق الوالدين
على الأولاد، ففيه النصوص التى تبين منزلة بر الوالدين من منزلة توحيد الله
سبحانه. لدرجة أن الله وضع الوصية بهما ضمن وصية لقمان لابنه بعد أمره بعدم
الشرك بالله مباشرة.
__________
(1) دالرة المعارف الاسلامية.
104