كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

أقدمها سائغة للقارئ تمر إلى عقله بيسر، ويستعيدها بسهولة، فعامل التنظيم
للأفكار من أهم العوامل لاستيعاب الموضوع وتذكره، وكنص فى هذه المهمة أشبه
بالنحلة التى تقع على كل زهرة فترتشف منها الرحيق ثم تجمع ذلك كله فى
معملها الكيماوى الالهى لتخرجه عسلا مصفى فيه شفاء للناس.
ولقد كتبت هذه البحوث فى فترات متباعدة، لكل منها خصائصها فى
الفكرة والا! سلوب، بدأتها سنة 4 4 9 أم، وانتهيت منها - مع التجوز فى هذا
التعبير فهى لم تنته ولن تنتهى - فى هذا العام بعد أن فارقت الوطن " مصر))
إلى الكويت فى 9 أكتوبر 972 أم. و ثنت كلما وجدت فكرة أضفتها إلى
البحث، أو حصلت على مادة ألحقتها بما يناسبها، أو حدثت مشكلة عقدت لها
فصلا خاصا. .
وقد أثرت على مهنتى فى الوعظ فى ناحيتين، ناحية المادة وناحية
الا! سلوب. ففى المادة قدمت كل ما يمت إلى الموضوع بصلة قريبة أو بعيدة. مما
عثرت عليه. وذلك لأ ستوعبه ما استطعت من جميع نواحيه، حتى يكون الواعظ
مستعدا للإجابة على كل سؤال يوجه إليه. فإن تداعى المعانى عند المستمع إلى
الموعظة بوجه خاص كثيرا ما يضطره إلى إلقاء سؤال قد تكون صلته بموضوع
المحاضرة ضعيفة أو بعيدة، ولحنه فى نظره مهم، وهنا يضطر الواعظ، بحكم نظرة
الناش إليه، أن يجيب على السؤال، إما! إجابة مباشرة وافية إن حان متمكنا منها،
وإما مختصرة على قدر علمه بها، وإما متصرفا بلباقة تمنع إحراجه، وتحافظ كأ
الوقت نفسه على الا مانة العلمية. -
وفى الا! سلوب مزجت الحقيقة العلمية بالطرفة الا دبية تلافيا لجفاف
الموضوع، وشدا لانتباه السامع للموعظة، أو القارىء لما يكتب،" وهذا الأ سلوب،
فى نظرى، أعون على تفهم الموضوع، وإيداعه فى بؤرة الشعور، بحيث يصعب
نسيانه بسرعة، مع دعم كل ذلك بالقصص المشوقة والأ حداث التاريخية، ليخرج
المسشفيد بباقة طيبة من ألوان متعددة جذابة المنظر، فواحة الشذا؟
11

الصفحة 11