كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)
ولضم أيامى الحرب وما أكثرهن، ذكروا أن سعيد بن المسيب علامة التابعين زوج
تلميذه عبد الله بن أبى وداعة ابنته ثانى يوم توفيت فيه زوجته، وخبره مذكور
فى بحث مقاييس اختيار الزوجين.
وأحمد بن حنبل تزوج فى اليوم الثانى من وفاة أم ولده عبد الله وقال: أكره
أن أبيت عزبا (الاحياء) ولم يوض! عن انصراف إبراهيم بن أدهم عن الزواج خوفا
من روعة العيال وقال: بكاء الصبى بين يدى أبيه يطلب منه الخبز أفضل من كذا
وكذا.
ولعل هذه الصورة تبين الفرق الكبير بين أصحاب محمد وأصحاب عيسى
فى الاستجابة للسنة الكونية والهدى الإلهى.
لكن ماذا يقال فى النصوص الواردة التى تنفر من الزواج ومنها:
1 - حد! ا " خير الناس بعد المائتين الخفيف الحاذ، الذى لا أهل له
ولا ولد ".
2 - حدتحا " قلة العيال أحد اليسارين. وكثرتهم أحد الفقرين ".
3 - حدلمجا " يأتى على الناس زمان يكون هلاك الرجل على يد زوجته
وأبويه وولده، يعيرونه بالفقر ويكلفونه ما لا يطيق فيدخل المداخل التى يذهب
فيها دينه فيهلك ".
4 - سئل أبو سليمان الدارانى عن النكاح فقال: الصبر عنهن خير من
الضبر عليهن، والصبر عليهن خير من الصبر على النار.
والجواب: أن الحديث الاع ول ضعيف كما قاله العراقى، وقد جاء نحوه بسند
صحيح، لكن الصحيح لا يعارض ما هو أصح منه من النصوص الواردة فى
الترغيب فى الزوا!.
والحديث الثانى أيضا ضعيف، وكذلك الحدلمجا الثالث، وسيأتى توضيح
ذلك فى بحث حقوق الأولاد. وكلام الدارانى لا ينفر منه وإنما يبين أنه أمر هام
لا يصلح له كل الناس، وهو كلام مهما قيل فيه لا يعارض النصوص الصحيحة.
115