كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

الفصل الثالث
حكمة مشروعية الزواج
حكمة مشروعية أى تكليف هى فائدته الروحية والنفسية والخلقية
والاجتماعية، أى أثرها على الإنسان من كل نواحيه وفى جميع علالمحاته المادية
والروحية وتتضح فى الأ ثر أو الضرر الذى ينجم عن الخالفة.
ولقد ذكرت فى كتابى " توجيهات دينية واجتماعية " أن عبادة الله تقتضى
القيام بالتكاليف دون الحاجة إلى فهم أسرارها واثارها، ضرورة الإيمان بأن أفعال
الله لا تخلو عن حكمة فهو سبحانه الخبير العليم، المنزه عن العبث لا يأ! ر إلا
بخير وإن جهلنا حكمته، ولا ينهى إلا عن شر وإن لنم ندرك سره، كما قال
سبحانه فى تشريع الجهاد (كتب عليكم القتال وهو! ه لكم وعسى أن تكرهوا
شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا
تعلمون! أ البقرة: 16 2،، غير أن الله سبحانه قد تفضل علينا فبين لنا بعض
حكم التشريع لتنشط النفس! إلى الاستجابة وتدفع ما قد يوجه إلى التكليف من
شكوك.
وكرم الله العقل فأطلق له العنان يفكر ملتمسا معرفة حكمة الله فى
تشريعه، والعقول بطبيعتها متفاوتة فى قوة الاستعداد للاستنتاج، وفى إصابة
الحكم أيضا لط ثرها، إن قليلا وإن كثيرا، بالظروف الختلفة، والميول المتنوعة، ومع
اجتهاد العلماء فى التماس حكم للتشريع لم ينصالله عليها، أو فى توضيم
ما نص عليه، فإنه لا ينبغى أن تكون هناك مشاحة بين نتائج الفكر فيما لا يمس
جوهر الدين، " راجع الكتاب لتوضيح ذلك أكثر".
وقد ذكر علماء الأ خلاق فى الإسلام حكما لتشريع الزواج، لخصوها فى
هذه الأ مور الثلاثة، وهى فى الأ همية على هذا الترتيب: (أ) التناسل،
(ب) التعاون، (ج) قضاء الشهوة.
117

الصفحة 117