كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)
ولأ همية التناسل فى نظر الإسلام وجعله فى المقام الأول من حكمه الزواج
نهى عن وسائل الأ تصال الجنسى الأ خرى التى لا تحقق هذا الغرض، كاتصال
الذكور بعضنها ببعض، وكذلك اتصال الإناث، وعن الاتصال بين الجنسين فى غير
الحرث الذى ينتج النسل، وسيأتى الحديث عن كل ذلك مفصلا.
وإلى جانب هاتين الفائدتين الأ ساسيتين للتناسل هناك فوائد أخرى ستذكر
مع بيان الفوائد العامة من الزواج وتك! ين الأ سر، وذكر كثير منها أيضا فى بحث
حقوف الأولاد. منها: إثبات رجولة الرجل وأنوثة المرأة بشكل أقوى، وإشباع
غريزة الأ بوة والأ مومة، وتوكيد العلا! ة بين الزوجين، وامتداد ذكر الإنسان بعد
موته، ومساعدة الأسرة على مهام الحياة وحمايتها من عوارض السوء، وك! سب
رضاء الله بتكثير عدد المسلمين وعدم تعطيل الحرث الطبيعى لإنتاج الإنسان،
وإيجاد مجال لعمل الخير نحو الذرية والتبرك بدعائهم إلى غير ذلك مما سيوضح
إن شاء الله فى موضعه.
ومما يؤكد حرص الإسلام على التناسل عن. طريق الزواج لفت نظر المسلمين
إليه عند الأ تصال الجنسى، كما قال المفسرون فى قوله تعالى (فالان باشروهن
وابتغوا ما كتب الله لكم! أ القرة: 187، وذلك فى معرض الكلام عن الاتصال
الجنسى للصائمين فى أول تشريع ا! 1 م (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى
نسائكم فن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم. تختانون أنفسكم فتاب
عليكم وعفا عنكم فالآن باث! روهن وابتغوا ما كتب الفه لكم! و أ البقرة: 187،
فقالوا: إن ابتغاء ما كتب الله هو الولد، بمعنى أن يكون الغرض الا! ساسى من
المباشرة هو الولد لا مجرد قضاء الشهوة.
كما قال المفسرون أيضا فى قوله تعالى: (نساؤكم حرث لكم فا! توا حرثكم
أنى نختم وقدموا لأنفسكم! أ ا! رة: 222،، أن ما يقدم للنفس هو الولد الناتج
122