كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

زوجته المستعدة للتعاون معه فى الأ شغال الشاقة، وذلك بتجربة قطع شجرة كبيوة
بمنشار ذى مقبضين، فإن استطاعت أن تصمد معه حتئ ينتهيا كانت صالحة
لتكون شردكة حياة متعاونة.
إن المعنى التعاونى يؤكد الروح الاجتماعية والاهتمام بالغير، الذى يمتد إلى
الأولاد والأ جيال القادمة، فهى نظرة عميقة فى الأسرة لا توجد فى غيرها، يؤثر
الزوج زوجته ويؤثر أولاده بكل ما يدخل السرور عليهم، ويضحى بكل ما يملك
ليدفع الشر عنهم، وهذا معنى قل أو ندر أن يكون فى غير جو الأسرة.
(ب) ومن مظاهر التعاون بالزواج استكثار الزوج بعشيرة الزوجة واستكثار
الزوجة بعشيرة الزوج، حيث تترابط الأ سر، وتتأكد الصلات بين الدول، وهو
ما أشار إليه النبى طلاصه فى خطبته عند زواج فاطمة، لعلى، حيث قال: إن الله
تبارك اسمه وتعالت عظمته جعل المصاهرة سببا لاحقا وأمرا مفترضا، أوشج به
الأ رحام، وألزم به الأ نام. . . وسيأتى توضيح ذلك فى بحث بر الوالدين وصلة
الأ رحام.
إن الناس فى حاجة إلى الترابط وإلى تقوية أواصر الود بينهم، والزواج من
أهم ما يقويها، وكان العرب يقدرون أثر المصاهرة فى هذه الناحية، ويعدون من
ولدته الزوجة من زوجها البعيد عن قبيلتهم، يعدونه من قبيلتهم. فمن كلامهم
المأثور: ابن أخت القوم منهم، ولهذا أثره فى توطيد دعائم السلم بين القبائل،
وضمان تعاونها، وبعض كبار العرب اليوم يصهرون إلى القبائل الختلفة ضمانا
لاستقرار الأ مر لهم، وقد ث إلى هذه الوسيلة أمراء الولايات فى الحبشة، الذين
زوجوا بناتهم إلى الأ مبراطور خشية أن يغزوهم، وحدث مثل ذلك فى أوروبا فى
القرون الوسطى. حيث كان الملوك يلثون إلى الزواج من الممالك الأ خرى تقية
للحرب أو تقوية للاواصر بين الدولتين، ويسمى هذا بالزواج السياسى.
وحدث أول نوع من هذا الزواج عند قدماء المصريين، حيث تزوج الملك
" حوراها " حاكم الوجه القبلى فى عاصمته ((طبته " قرب العرابة المدفونة، بالملكة
124

الصفحة 124