كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

3 - قف! اء ا لشهوة:
هذه الحكمة من الزواج لها مظهران من مظاهر كثيرة:
(1) فالزواج فيه صرف مواد ضارة بالبدن لو بقيت حبيسة فيه،
فالإفرازات الجسدية المتنوعة جعل الله لها منافذ تخرج منها كالأ ذنين والعينين
والا نف والسبيلين " القبل والدبر" وءسام الجلد، فحبسها مصر بالبدن، ويتعدى
الضرر إلى العقل والنفس، وقد أجمع على ذلك الأ طباء والختصون، القدامى
والمحد ثون.
قال ابن القيم عن المنى: إذا دام احتقانه أحدث أمراضا رديئة، منها
الوسواس والجنون والصرع، وغير ذلك. وقد يبرممئى استعماله من هذه الأ مراض
كثيرا، فإنه إذا طال احتباسه فسد واستحال إلى كيفية سمية توجب أمراضا
رديئة. كما ذكرنا، ولذلك تدفعه الطبيعة إذا كثر عندها من غير جماع، اهـ.
ونقل كلاما عن السلف فى عدم ترك الجماع مدة طويلة حتى لا تضعف
الأ عصاب وتسد المجارى. . . فارجع إليه (1). ولا شك أن الزواج هو أمثل طريق
للتخلص من هذه الفضلات ولا تغنى عنه وسائل أخرى كما سيتضح بعد.
(ب) ومما يتعلق بالشه! وة فى الزواج إعفاف النفس عن الحرام. وكبح
جماصها أن تورد الإنسان المهالك، وهو المشار إليه فى الحديث ((فإنط أغض
للبصر وأحصن للفرج " وبيان خطورة البصر والفرج مؤضح فى بحث الحجاب
وحقوق الزوجين.
إن الشهوة لا يمكن للنفس أن تصم آذانها عن ندائها الصارخ مهما استعمل
الإنسان من وسائل للكبت أو الاعلأ أو غيرهما، ولو تملكت زمام الإنسان غيرت
مجرى تفكيره، وجعلت من نفسه مرتعا خصيبا للهواجس والضلالات، ولن تدع
فرصة تمر عليه إلا زينت له السوء حتى لو كان واقفا بين يدى ربه فى الصلاة، فهى
__________
(1) زاد المعاد % 3 ص 46 1 المطبعة العصرية.
129

الصفحة 129