كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارىء، فقد قيل، ثم أمر به
فسجب على وجهه حتى ألقى فى النار " رواه مسلم عن أبى هريرة.
ولقائل أن يقول:
لقد أشرت إلى الدواعى التى جعلتك تضع مشروعا لتاريخ الدعوة
ومشروعا لموسوعة الوعظ، فما الذى جعلك تولى الأسرة هذا الاهتمام الكبير
وتؤثرها على المشروعين الاخرين بالإخرا!؟
والجواب: هناك سببان رئيسيان حملانى على المبادرة بالكتابة فى الأسرة،
وذلك إلى جانب ما سيذكر بعد ذلك من وظائف الأسرة، أولهما: أن الحقوق
والواجبات والمشكلات الموجودة بين الزوجين وبينهما وبين الأولاد صورة مصغرة
لما فى المجتمع الكبير الواسع من علاقات تحكم سير الناس، فكل حديث فى
الأسرة هو حديث مباشر، أو غير مباشر. فى المجتمع كله، والمتحدث عن الأسرة
كأنه يتحدث عن هدى الإسلام عامة فى إصلاح المجتمع. ولعل هذا الشعور هو
الذى حملنى - كما يرى فيما بعد - على الاستطراد فى الحديث عند مسألة
أسرية إلى الحديث عن موضوع اجتماعى اخر له صلة ما بالأسرة.
وثانى السببين أن الأسرة هى اللبنة الأولى فى بناء المجتمع، أو الخلية الأولى
فى جسم الاجتماع البشرى. فمن مجموعة أسر تتكون القرية أو المدينة، ومن
عدة قرى ومدن تتكون الدولة التى تكون مع الدول الأ خرى المجتمع الإنسانى
العام.
واللبنة إذا كانت صالحة فى نفسها قوية فى التحامها مع اللبنات الأ خرى
كان بناء المجتمع سليما قويا، وكذلك إذا كانت الخلية الأولى سليمة قوية كان
الجسم المتكون من تكاثرها سليما قويا. مع اعتبار الظروف الأخرى التى لا يخلو
منها كائن حما.
فإذا أردنا أن نصلح المجتمع فلنبدأ بإصلاخ وحدته الأولئ وهى الأسرة وهذا
محو رأيى فى الإصلاح أن يبدأ من القاعدة لا من القمة، لا! ن القمة ما جاءت إلا
13

الصفحة 13